يتجه السنغاليون إلى انتخابات تشريعية مبكرة، مقرر إجراؤها في 17 نوفمبر القادم، وتتحالف الأحزاب السياسية لاستحواذ أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان، الأمر الذي أدى إلى ظهور تحالفات بين أحزاب سياسية مختلفة المشاريع و التوجهات أو أحزاب كانت تعادي بعضها البعض.
ورغم كثرة التحالفات واختلاف قواتها إلا أن المعطيات التاريخية و الواقعية تبرز أنّ المعسكر الحاكم مازال يحتل منصب الأسد في حياة الغابة، فالشعبية التي يحظى بها حزب باستيف لم ير لها مثيل في الواقع السياسي السنغالي، وربما يكون ذلك ما دفع الحزب إلى عدم التحالف مع أيّ حزب آخر، بل الأحزاب هي التي تتوافد لدعمه، لذا فمن المتوقع أن يحجز هذا الحزب أكثر من 100 مقعد؛ وذلك بالاعتماد على عدد النواب المخصصة للمقاطعات ( 97 نائبا) والسنغالين في الشتات (15 نائبا)؛ إذْ إنه من الواضح أن قوة خصوم المعسكر الحاكم في المقاطعات لا يضاهى مع قوة المعارضة فيها، وكذلك الشتات، اللهم إلا في شمال البلاد حيث لا زالت قوة حزب ( APR) التابع للرئيس السابق ماكي صال على قيد الحياة يتمتع بأتباع ومتعاطفين.
ورغم ثقل وزن المعسكر الحاكم الانتخابي إلّا أن تحالف ( ànd wàllu Sénégal) الذي يرأس قائمَته الرئيسُ السابق ماكي صال يتمتع بشعبية كبيرة في ربوع البلاد، وبالأخص في مناطق الشمال، وكون صورة ماكي صال في قائمتهم قد يجذب لهم أصواتا.
ويأتي بعد هذين التحالفين في القوة والشعبية، تحالف ( sàmm sa kàddu) الذي يرأسه عمدة بلدية دكار السيد بارتلمي جاس، هذا التحالف الذي ينضم إليه حزب ( PUR )، يتمتع بشعبية أقل من التحالفين السابقين، كما أنّ القوة الناخبة لهذا التحالف تابعة لحزب ( PUR )، لذلك ما كنّا نرى أن يتحالف مع هذه الأحزاب التي لا تتمتع بحاضنة شعبية ولا بقوة ناخبة، لا سيما أن حظوظ المعارضة في هذه الانتخابات تكمن في القائمة الوطنية؛ لأن احتمالية فوزهم في المقاطعات ضئيلة ومحدودة. إذًا، فتحالفه مع هذه الأحزاب يعني أنه يتقاسم معهم عدد نوابه.
وبعد هذه القوى الأربعة يأتي تحالف ( jàmm ak njariñ Askan wi) الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق أحمد باه، وهذا التحالف رغم احتلال رئيسه المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الماضية إلا أنه يواجه عائقا كبيرا يقلل من حظوظه؛ وهو كون بطله ( أحمد باه) يفتقد إلى حاضنة شعبية، وكذلك أكثر رموز التحالف، لذا، بناء على هذا يمكن القول بأن حظوظ هذا التحالف في هذه الانتخابات محدودة، اللهم إلا أن يتقاسم مع حزب( APR ) المناطق الشمالية.
يوسف آن