كتب/ بقلم الطالب/ ٱدم جونغ (غلام المرشد)
بعد الأمس عثرنا على مقطع يفتي فيه رجل حول مسألة ( جواز الزنا عند الضرورة )
وقال بأن الإسلام جوز للمرأة الزنا إذا لم تجد ما تنفق على عيالها، ولم تجد عملا تكتسب منه رزقا يمكنها من الإنفاق عليهم، وخافت عليهم؛ فحينئذ يجوز عليها أن تزني لسد حاجة أولادها، وقارن هذه المسألة بمسألة أكل الميتة عند الضرورة، ربما تعتمد على قاعدة : ( الضرورات تبيح المحظورات )
وكنت من الذين أنكروه في هذا، – ولا أزال منكرا له –
وبعد ذلك ألفت نظري زميل على أن هذه المسألة وردت في الشيخ الخليل، وبعد جولة من البحث وجدنا المسألة لكنها وردت على وجه آخر غير الوجه الذي أورده الرجل في تصريحاته، وإليك نص ما ورد في الشيخ الخليل :
( كالمرأة لا تجد ما يسد رمقها إلا لمن يزني بها، وصبره أجمل )
يعني كالمرأة إذا لم تجد من القوت ما يسد رمقها إلا لمن يزني بها بأن وصلت إلى حالة لو لم تفعل ذلك لماتت فإنه يسوغ لها حينئذ أن تمكن من نفسها من يزني بها، لكن صبر من ذكر على القتل ولا يكفر بالله ولا يسب النبي عليه الصلاة والسلام ولا يقذف المسلم ولا تزني المرأة أجمل أي فضل له وأكثر ثوابا .
( شرح الخرشي )
فعندي ملا حظات وتساؤلات في هذا .
الملاحظات :
١- لاحظت أن ما ذهب إليه الشيخ الخليل وما أفتى به الرجل فيه تباين وليست نفس المسألة وإن كانت بينهما تشابه .
٢- الشيخ الخليل ذكر ما يسد بها رمقها وإذا بحثنا مدلول كلمة الرمق في اللغة العربية نجد أن كلمة الرمق هي : اللحظة الأخيرة من حياة الإنسان قبل الموت، بقية الحياة في الجسد .
٣- نلاحظ أن الشيخ الخليل لم يذهب إلى تجويز الزنا للإنفاق على العيال وإنما؛ ذهب إلى تجويزه لسد الرمق فقط وقد مر مدلول الكلمة في اللغة العربية .
التساؤلات :
١- قول الرجل بأن الإسلام جوز للمرأة الزنا في هذه الحالة، إذا كان هذا النص هو الدليل الذي به اعتمد فهل يمكن القول بأن الإسلام هو من جوزه أو الشيخ الخليل كفقيه من الفقهاء، وإذا كان الشيخ الخليل كفقيه من الفقهاء هو من جوزه فما موقف باقي الفقهاء هل ذهبوا مذهب الخليل أم أنكروه ؟
٢- هذا ما جاء في شرح الخرشي لكن ماذا عن الشروح الباقية ؟
٣- وهل وردت المسألة في كتب فقهية أخر ؟
نبؤوني بعلم أيها السادة الفقهاء .
الأحد 24/ 04/ 2022م
غوليري/ فوتا
