مقال : مرض كورونافيروس في صدد انحساره عن السنغال.(الحصاد- الأسباب والمٱلات .

0
424

كتب /محمد الأمين غي .

صدر هذا التحقيق في تاريخ 20 أكتوبر 2021

لأول مرة منذ ظهوره في السنغال بتاريخ 2 مارس 2020، لم تسجل السنغال أقل مما سجلته في هذه الأيام من تراجع كبير على حالات الإصابة بكوفيد-19 .

وبالاعتماد على نتائج اليومية من
وزارة الصحة والعمل الاجتماعي اليوم الأربعاء 20 أكتوبر 2021 لم يتم تسجيل أي إصابة جديدة خلال ال24 ساعة الماضية.
فمن بين 1302 فحصا تم إجراؤها ، لم تظهر أي حالة إيجابية لفيروس كورونا.
فيما جاء فحص مريضين سلبيًا وأعلن شفاؤهما.

وأحصت السنغال رسميًا 73.875 حالة إيجابية لفيروس كورونا الجديد منذ 2 مارس 2020، تاريخ ظهور المرض في البلاد.
ومن بين الذين أصيبوا بالفيروس سابقًا ، تعافى 71.985 منذ ذلك الحين ، وتوفي 1871 شخصًا حسب تقرير الوزارة ولا يزال 16  قيد العلاج .

فيما يتعلق بالتطعيم ، تلقى 1،271،879 شخصًا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح منذ 23 فبراير الماضي ، تاريخ إطلاق حملة التطعيم في البلاد .

الحصاد : ( من 2مارس 2020 إلى الٱن…)

ظهر في 2 مارس 2020، أول حالة كوفيد-19 مؤكدة في السنغال كانت لرجل من فرنسا يبلغ من العمر 54 عامًا،يعيش في حيّ ألمادي بدكار، بعد تأكيد إيجابية الفحص في معهد باستور بدكار .
حيث تم التأكد أنه سافر على متن الخطوط الجوية السنغالية في 29 فبراير 2020. أصبحت السنغال ثاني دولة جنوب الصحراء الكبرى تُبَلِّغ عن الحالات المؤكدة بعد نيجيريا.

وتأكدت الحالة الثانية لفيروس كورونا لمغترب فرنسي جاء إلى العاصمة السنغالية من فرنسا. ونقل بأنهم في حالة “مريحة”.

وبحلول 4 مارس 2020، ارتفع عدد الحالات إلى أربعة، وكانت كلتا الحالتين الجديدتين من رعايا الأجانب. الحالة الأولى كانت زوجة الحالة الأولى في السنغال، التي وصلت إلى البلد في 19 فبراير. وكانت الحالة الأخرى بريطانية من لندن، جاءت إلى السنغال في 24 فبراير.

في 12 مارس 2020، تم الإعلان عن خمس حالات أخرى في السنغال، والتي كانت أفراد عائلة الحالة المؤكدة للمواطن السنغالي العائد من إيطاليا. كان أحد الضحايا في مدينة طوبى المحروسة، على الرغم من إقناع العديد من رجال الدين بأنهم محصنون ضد فيروس كورونا.

حتى 15 مارس 2020 ، سُجل هناك 24 حالة مؤكدة في السنغال.

وهذا مادفعت السلطات أخد التدابير الوقائية للتصدي عن المرض.
في 3 مارس 2020، أُجِّل الموسم الافتتاحي لدوري كرة السلة الأفريقي، والذي كان مزمع إجراؤه في دكار بتاريخ 13 مارس. جاء ذلك مع تزايد الخوف من التظاهرات الدينية والسفر، خاصة تلك المتعلقة ب مناسبة “مغال” الكبير في طوبى، وهو مناسبة احتفال ذهاب الشيخ الخديم المؤسس للطريقة المريدية إلى منفاه في غابون .

في 10 مارس 2020 ، صرح وزير الصحة السنغالي عبد الله جوف صار للصحافة المحلية بأن الحكومة ستلغي المناسبات الدينية إذا نُصح بذلك. في اليوم نفسه، تأكد بأن مواطنا سنغاليا عائدا من إيطاليا إيجابي، ليصبح الحالة الخامسة في البلاد.

في 15 مارس 2020 ، أعلن الرئيس السنغالي ماكي سال عن جملة من الإجراءات الاحترازية بناءً على اقتراح من اللجنة السنغالية لإدارة الأوبئة لمواجهة انتشار الفيروس في البلاد، ومن بينها:

-حظر جميع التظاهرات العامة في كامل القطر
-تعليق استقبال السفن السياحية في جميع المرافئ السنغالية،
-تعزيز وتنظيم الضوابط الصحية على الحدود البرية والجوية والبحرية للسنغال.
-تعليق الدراسة في المدارس والجامعات.
-إلغاء الاحتفال بذكرى يوم الاستقلال الوطني المجيد في 4 أبريل من كل عام .

ولوحظ خلال هذه الفترة ارتفاع معدل الإصابات بكوفيد-19 لعدة أشهر،  ماأدى إلى تشديد الاجراءات الوقائية في عموم البلاد من إطلاق حالة الطوارئ وحظر التجوال الليلي وإغلاق الطرق بين المدن.

وتستمر عدد الإصابات بكوفيد -19 في الارتفاع منذ مطلع شهر ديسمبر 2020 ،  والأرقام التي تم الإبلاغ عنها في هذا الوقت مقلقة للغاية.
حيث أخبرت وزارة الصحة والعمل الاجتماعي
أن البلاد تشهد موجة ثانية من الوباء كوفيد-19 وهي أخطر من الأول.

وبدوره أعلن وزير الداخلية السابق ٱلي غوي انجاي في بيان عن اتخاذ جملة من الاجراءات الجديدة للتصدي عن انتشار جائحة كوفيد19،  وتتضمن غالبيتها بمنع التجمعات في الأماكن العامة.

وفي مطلع العام الجاري،  أعلن رئيس الجمهورية ماكي صال في خطاب موجه إلى الأمة السنغالية أن البلاد تشهد موجة أخطر من الأولى وهي نتيجة الفيرويس “دلتا” من بريطانيا،  وأعلن رسميا أنه سيتم إعادة الإجراءات الاحترازية اللازمة للتصدي عن المرض وهي فرض ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة وتحديد عدد السكان في المواصلات العامة،  كما يتم إغلاق مدينتي دكار وتياس كل ليلة لتشهدان حجر التجول الليلي .

وفي 20 فبراير 2021، أعلن وزير الداخلية الجديد السيد ٱنطوان فليكس جون خلال النقطة الصحفية التي ينظمها الطاقم الصحي  في وزارة الصحة والعمل الاجتماعي تمديد حظر التجوال الليلي في مدينتي دكار وتياس لمدة شهر ، حيث يدخل القرار حيز التنفيذ مساء اليوم نفسه إلى غاية 20 مارس 2021 . 
ووفقا لفليكس،  فإن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة مستمرة في جميع عموم التراب الوطني،  وهي تتمثل بإرتداء الكمامات في الأماكن العامة،  واحترام البروتوكولات الصحية من التباعد الإجتماعي .
وأطلق وزير الصحة والعمل الاجتماعي ، عبد الله جوف سار ، قبل يومين من بدء الحملة لتطعيم الشعب توزيع اللقاحات حسب الأقاليم والمقاطعات . وسيحصل كل إقليم  نصيبه على أساس  توزيع محدد ، وسيتم تغطية جميع الأقاليم الأربع عشرة وفق تعبير الوزير الصحي والعمل الإجتماعي.

وفي شهر يونيو الماضي،  عاد رئيس الجمهورية ماكي صال ليعلن أن البلاد في صدد مواجهة الفيروس بطريقة جديدة وهي التماشي مع المرض بعد اطلاق حملة التطعيم باللقاحات المضادة للمرض،  كما أخذ جرعته الأولى مع عدد من المسؤولين في الحكومة كرئيس المؤسسة الثالثة للدولة إدريس سك الذي اعتبر اللقاح الوسيلة الوحيدة لحماية المواطنين من المرض.

وفي في 21 يوليو 2021  أكد رئيس الجمهورية في رسالته الموجهة إلى الشعب بمناسبة عيد الأضحى المبارك قائلا ” لقد اتخذت كافة مؤسساتنا المعنية التدابير اللازمة لكي ينعم مواطنينا بالعيد بسلام،  لاكن أطلب منكم على صميم القلب أن تشاركوا جميعا في التطعيم بلقاح المضاد للمرض،  لقد استقبل بلدنا أمس كمية كبيرة من اللقاحات من طرف أميركا،  وهكذا نستعد لإستقبال عدد كبير من الصين وفي الاتحاد الإفريقي وكذلك مؤسسة كوفاكس في الأيام القادمة،  فحرصا على حماية الوطن والمواطنين عليكم بالتطعيم “

ولوحظ تراجع كبير في عدد الحالات المرتبطة بالمرض قبل أيام من احتفال مناسبة “مغال” السنوية في طوبى بتاريخ 27 سيبتمبر 2021  .
واليوم بعد مرور سنة و7 أشهر على ظهور الوباء كوفيد-19 في البلاد،  تنخفض عدد الحالات في ظل استمرار عملية التطعيم ، الأمر الذي يشير إلى أن السنغال في صدد مواجهة الفيروس بشكل نهائي،  لكن المخاوف مستمرة والأضرار التي خلفها الوباء كثيرة على قطاعات كبيرة منها الصحي والاقتصادي والاجتماعي والديني.

-الانعكاسات  السلبية في الاقتصاد الوطني
سوء إدارة الوباء كوفيد-19 في السنغال أنموذجا :

ففي الأيام الأولى من دخول الوباء كوفيد-19 ، بادرت الحكومة إلى وضع نمط لمواجهة الفيروس،  وأعلن رئيس الجمهورية ماكي صال خلال جلسة عامة نظمت في القصر الرئاسي أنه سيحدد ميزانية ضخمة لمحاربة  الوباء تصل إلى 1000 مليار فرنك سيفا، تشرف عليها لجنة  مراقبة عمليات فورس-كوفيد-19 على رأسها الجنرال فرانسوا انجاي ،  كما أضاف أنه يمد يد العون إلى كافة الزعماء السياسيين ورجال الأعمال .

ففي تاريخ 13 مارس 2020 ، تلبى الخليفة العام للطائفة المريدية سرين محمد المنتقى امباكي دعوة الحكومة وقدّم 200 مليون فرنك سيفا كمساهمة لمساندة الدولة من أجل محاربة الوباء،  ويعد هذا الزعيم الديني أوّل من تبرع بالمال خلال الأزمة الصحيّة.
ويعتبر هذه الخطوة الأولى بداية تسليم الحكومة أموالا طائلة على أيدي رجال الأعمال والمنظمات المحلية والدولية .

وبلغت المدفوعات المستلمة من الخزانة العامة نيابة عن صندوق فورس-كوفيد-19 إلى 29،627،100،104 فرنك سيفا اعتبارًا من 10 أبريل 2020.
ساهم المانحون على المستوى الوطني ل 14،627،100،104 فرنك سيفا.
ومن جانب شركاء التنمية ، قام بنك التنمية في غرب إفريقيا (BOAD)  بتسليم 15 مليار فرنك سيفا  إلى دولة السنغال .
وبدورها ، أعلنت الحكومة في فاتح شهر أبريل 2020 نيتها عن إطلاق حملة لتوزيع معونات غذائية يشرف عليها وزير التنمية المستدامة والتضامن الاجتماعي منصور فاي .
وأُطلقت هذه الحملة  في 11 أبريل 2020 عقب الإعلان عن شراء كميات كبيرة من أطنان الأرز والسكر والزيت حيث يتم نقلها من ميناء دكار، والقيام بتوزيعها لغالبية المتضرعين من الوباء في البلاد .
وكشفت الصحافة السنغالية فضائح متعددة في الفاتورات التي قدّمها وزير التضامن الاجتماعي والتنمية المستدامة منصور فاي لِلَجنة مراقبة عمليّات فورس-كوفيد-19 حيث أحصى مبلغ 57،289،289،292 فرنك سيفا تم دفعها لشراء هذه المعونات الغذائية موزعين لمليون ومئة أسرة في السنغال يستفيد كل منها 66.000 فرنك سيفا.
لاكن بالاعتماد على الحسابات التي أجرتها اللجنة،  فقد ظهر أن احصائيات الوزير خاطئة وهي في الحقيقة تصل إلى 72،600،000،000 فرنك فرنك ، دون احتساب البدل النقل الذي سيكون حوالي 2،000،000،000 فرنك سيفا ، الأمر الذي يظهر تورط الوزير منصور فاي في فضيحة إيصال وتوزيع المعونات الغذائية والمساعدات الحكومية إلى المواطنين .

كما ظهرت جليا أن أعضاء لجنة مراقبة عمليات فورس-كوفيد-19 كانوا يطالبون تعويضات مالية تقدر ب3,5مليون لكل عضو ، وهذه كارثة كبيرة في قلب الأزمة الصحية التي يعانيها الشعب بمختلف القطاعات وفي ظل توقف الأنشطة الإقتصادية  في البلاد.

وفي 16 يوليو 2021  ، قدمت لجنة مراقبة عمليات فورس-كوفيد-19  إلى رئيس الدولة ماكي سال ، التقرير النهائي لأنشطة مراقبة عمليات صندوق كوفيد-19 .
هذه الوثيقة المكونة من 213 صفحة هي نتيجة العمل الجماعي لـ الرجال والنساء الذين أشاد الرئيس ماكي سال بالتزامهم المدني للعمل في توضيح كيفية إدارة الوباء في السنغال .
وبالاعتماد على هذا التقرير ، فقد أحصى  برنامج  المرونة الاقتصادية والاجتماعية (Pres)  تنفيذ معدل بنسبة %74 من الميزانية كما أن الموارد المعبأة يصل إلى 773.2 مليار فرنك والمبالغ المدفوعة 740 مليار فرنك من أصل 1000 مليار فرنك سيفا “.

ماهي أسباب انخفاض الكورونا في السنغال ومٱلاتها :

لقد نبه الأطباء في دارسات عديدة منذ بداية الأزمة الصحية في الصين أن مرض كورونا يرتفع مع تزايد البرودة والرياح التي تقلها من منطقة إلى أخرى ،  ويعتبر فصل الشتاء موسم انتشار فيروسات البرد والإنفلونزا، مما يزيد المخاوف من تفاقم أزمة فيروس كورونا.

لم تتأخر قارة إفريقيا المعروفة بحرارتها الشديدة في الوسط وفي الغرب من أخذ نصيبها في المرض مع تسجيل عدد كبير من الإصابات،  إلا أن المؤشرات الأولية أظهرت أن تزايد انتشار المرض في دول غرب إفريقيا جاء عقب الانتقالات والتجمعات الكثيرة في الأماكن العامة .

ولدى القارة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، نحو 1.5 مليون حالة إصابة بالفيروس، وفقا لبيانات جمعتها جامعة جون هوبكنز . وهذه الأرقام أقل بكثير من تلك الموجودة في أوروبا وآسيا والقارتين الأمريكيتين، ويترافق ذلك مع انخفاض مطرد في حالات الإصابة المبلغ عنها.

وسجلت أفريقيا نحو 37 ألف حالة وفاة جراء الإصابة بالفيروس، مقارنة بنحو 580 ألف حالة وفاة في الأمريكيتين، و 230 ألف وفاة في أوروبا ، و 205 آلاف في آسيا.

اتخذت السلطات السنغالية في الوهلة الأولى اجراءات مشددة لاحتواء المرض من جميع جوانبه ، والعمل لأجل إيجاد حلول  لعلاجه .
وهكذا، أفاد الباحث الطبيب الفرنسي ديجي راوول أنه اكتشف خلال بحوثه العلمية أن مادة  “كلوروكين” تستطيع المعالجة لفيروس كورونا بنمط أسرع وبشكل نهائي .
وفي تاريخ 26 مارس 2020 ، خاضت السنغال هذه الخطوة، وأعلن البروفيسور موسى سيدي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى فان الجامعي بدكار في تصريح خاص : أن السلطات الصحية في السنغال بدأت استخدام مادة «الكلوروكين» من أجل علاج المصابين بفيروس «كورونا»، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو عندهم مشاكل في المناعة .
وأضاف قائلا ” أن النتائج التي حصلوا عليها بعد استخدام مادة الكلوروكين «مشجعة جداً»، وأضاف أنه بناء على ذلك تم تعميم قرار باستخدام هذه المادة في جميع المستشفيات التي يوجد بها مصابون بالفيروس” .
من جانبه ، رفض الأستاذ الطبيب  داوود انجاي مدير دائرة علم الطفيليات والفُطريّات في المستشفى “أريسْتـدْ لَدَنتِكْ” منذ البداية هذا الافتراض أنه غير منطقي وأن الباحث الفرنسي الذي أطلقه كان يتكلم عبر الفيديو حينا عن الدواء، وحينا آخر عن الوقاية. وبمنطق لا يستند على أي دليل علمي، ومع ذلك هو غير مقنع على الإطلاق.
أثارت هذه الردود الفعلية بين الأطباء جدلا واسعا في أوساط الصحافة والشبكات الاجتماعية،  فيتبادر الأذهان إلى أن كورونا مؤامرة دولية يخططها كبار اللّوبيات بالتعاون مع مؤسسات صناعة الأدوية في العالم  .
ومع دخول الموجة الثانية بكورونا في العالم،  اقترحت منظمة الصحة العالمية (OMS) في بيانات إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية وسريعة لاحتواء الفيروس،  وهكذا أظهرت المختبرات الطبية في الصين (سينوفارم ) وفي روسيا ( سبوتنيك 7) والولايات المتحدة الأمريكية (فايزر ) و البريطاني (أسترازينيكا) 
ولقاحات متعدزة مختلفة كحلّ أول للأزمة الصحية  .
تولدت من هذه اللقاحات تنافسا كبيرا في العالم وخصوصا في الدول النامية كالسنغال التي تنتظر من خلال الدارسات الطبية أخذ نصيبها للعلاج .

أعلن رئيس السنغالي ماكي صال في 31 ديسمبر 2020 في حوار خاص مع الصحافة عقب إلقاءه الرسالة الموجهة إلى الأمة بمناسبة حلول رأس العام الجديد أن بلاده مستعدة للتعامل مع أي جهة في العالم لمحاربة الفيروس،  وهو في صدد جحز من اللقاحات المضادة للمرض.
وفي 13 فبراير 2021 ، تلقى الرئيس السنغالي ماكي صال الجرعات الأولى من لقاح”  سينوفارم “Sinopharm ضد الوباء كوفيد-19 خلال حفل الاستقبال الذي نظم في المطار الدولي بليز جانج .

هبطت الطائرة السنغالية بشكل 9H-SZN في حوالي الساعة 21h 30 على مدرج المطار  لتوصيل 200000 جرعة من  الصين .
وفي خطابه، وجّه الرئيس ماكي صال إلى نظيره الصيني خيم جيبينغ والسلطات الأمنية والصحية في البلاد على موقفهم في تسهيل الحصول على الدفعة الأولى من الجرعات من لقاح سينوفارم. وأضاف في السياق ذاته،  أنه دفع مبلغ مالي كثير لأجل الحصول عليها،  نظرا لأهميتها في محاربة الوباء ، وأكد عزمه على تلقيح جميع المواطنين السنغاليين باللقاحات.
هذه التصريحات الرسمية إضافة إلى تغريدة محذوفة بعد دقائق من نشرها لوزير الصحة عبد الله جوف سار ، أثار غضب بعض المواطنين بعد اكتشاف أن اللقاحات القادمة من الصين هدية للسنغال وليست بالمقابل،  واعتبرها رواد الشبكات الاجتماعية بأنها فضيحة في قلب الجمهورية .
ولوحظ بذلك اختلاف الٱراء في أوساط الأطباء السنغاليين وخصوصا خبراء الأمراض المعدية حول ضمان اللقاحات وعدمه لعلاج أولي ضد الفيروس.
وسبق أن علق الطبيب موسى تيور في برنامج ( D’clique ) الذي يبث عبر قناة تي إف إيم بتاريخ 22 دسيمبر 2020 عن اللقاحات معتبرا بها غير ٱمنة لحماية المواطنين .
وقال الطبيب تيور ” إن مما يثير القلق والدهشة  صناعة لقاح مضاد للمرض في وقت سريع دون أخذ كافة الإجراءات الازمة ..
وأدرف قائلا اللقاح ليس لأجل العلاج بل للحماية فقط ” كما أضاف أن الغرب لن يطعم أبدا بلقاح جاء من الصين وروسيا وهذا أمر قلق للغاية.
وتشير دراسات علمية أن كثيرا من الذين يعانون بأمراض مزمنة سببها تطعيم أنفسهم باللقاحات المضادة لكوفيد-19 ، وهذا يدل على عدم ضمانها للصحة .

وخلال فترة طويلة من دخول الأزمة الصحية في البلاد ، شهدنا  ظهور الطبيب بابكر انياغ “SUMA ASSISTANCE” بشكل كبير في الوسائل الإعلامية لتقديم براهين تؤكد اللعبة القذرة التي يعمل بها السياسيون وخاصة المعسكر الحاكم في إدارة وباء كوفيد-19 ، كما أفشل التوعية التي يعمل بها الأخيرون للتطعيم باللقاحات المضادة ضد المرض،  ووفقا له فإن مدة صناعة هذه اللقاحات وجيزة ولايعطي أي ثقة بها.

وعلى صعيد آخر،  كشف فضيحة أخرى داخل إدارة الوباء في السنغال حيث قال “أن المعدات الطبية سينتهي بها الأمر للبيع السري في دوائر معينة من العاصمة ” وهو تصريح لم يرض خدمات وزارة الصحة والعمل الاجتماعي إطلاقا،  وقدمت الأخيرة شكوى ضد الطبيب نفسه ، الأمر الذي سبب دعوته إلى قسم الأبحاث في تاريخ الأربعاء 4 ٱوت 2021 لاستماعه في هذا التصريح.

ولوحظ منذ ذلك الحين،  اختفاء الطبيب بابكر نياغ عن الأنظار بشكل مفاجئ،  ولم يعد يتكلم عن الوباء ولاأي موضوع له صلة بالمرض وهذا قد يتبادر للذهن إلى إسكاته وكسر شوكته كما للحال عن جميع الأشخاص الذين أعلنوا رسميا عدم إيمانهم بكورونا في السنغال.

يجدر بنا في ختام هذه الورقة أن نؤكد أن تزايد المرض وانخفاضه لايرتبط باللقاحات ولا بالتغيرات المناخية من حين لٱخر بل يتعلق بتصرفات الناس تماشيهم مع المرض تجنبا من أي عوائق للسير إليها.

يمكن القول في ختام هذا الحصاد،  أن من أسباب نزع ثقة الشعب على وجود المرض (كوفيد-19) في السنغال هي تعدد الفضائح التي حصلت خلال الأزمة الصحية،  وبالتالي فتزايد الحالات بشكل مرتفع خلال عام ونصف هي نتيجة فشل الحكومة في إدارة الوباء بشكل جيد على الصعيد الصحي والاقتصادي .

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici