مقال : ماكي صال من الباب الواسع إلى الذريعة الضيقة.

0
1176

بقلم يوسف آن صحفي في مجموعة ” أخبار السنغال”

لكل شيء إذا ما تم نقصان # فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأيام كما شاهدتها دول # من سره زمن ساءته أزمان

ماكي صال رجل سياسي سنغالي ولد 11 ديسمبر 1961م. توغل في الساحة السياسية لمّا كان طالبا في الجامعة، وكان ينخرط إلى حزب (ànd jëf)الذي كان يرأسه السيد لاندينغ سافني، ثم غادر هذا الحزب لينخرط إلى الحزب الديمقراطي السنغالي الذي كان يرأسه المحامي عبد الله واد.
شغل ماكي صال عام 1993 موظفا في شركة بتروسين إلى غاية 2000 ليصبح مديرا عاما لهذه الشركة.
وبعد أن تربع أبوه السياسي ( عبد الله واد) على عرش السلطة تقلد (صال) مناصب هامة في الحكومة السنغالية؛ حيث شغل منصب وزير الطاقة والمعادن والمياه، ثم وزير الداخلية، ثم رئيس الوزراء قبل أن يصبح رئيس مجلس الشعب عام 2008م.
وفي سنة 2009 نشب عراك بينه وبين وادّ الأب ما دفعه إلى الاستقالة من منصبه في البرلمان، وتأسيس حزب خاص له سمّاه “حزب التحالف من أجل الجمهورية” (APR).
وكان قد شغل مرتين منصب عمدة بلدية “فاتيك” مدينته الأصلية.
وفي فبراير 2012 شارك (صال) في الانتخابات الرئاسية فاحتلّ المرتبة الثانية بعد الرئيس عبد الله واد في الجولة الأولى، مما أعطاه تذكرة العبور إلى الجولة الثانية.
ولحسن الحظ، فاز ( صال) على خصمه واد الأب فأصبح رئيسا للبلاد إلى غاية 2019 فترة انتهاء ولايته الأولى.
وفي فبراير 2019م شارك (صال) في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية والأخيرة ولحسن الحظ فاز الانتخابات من الجولة الأولى ليصبح رئيسا للبلاد إلى عام 2024.
وبحكم كونه رئيسا للبلاد وكون السنغال عضوا في الاتحاد الإفريقي وكون منصب الرئاسة دوريا فيه تقلد (صال) منصب رئيس الاتحاد.

هذا الرجل الذي دخل تاريخ السياسية في البلاد بهذا الشكل الرهيب هو من يخرج منه بطريقة خجلة وسيئة جدا.

ترى ما هي الأسباب ؟

منذ وصول (صال) إلى سدة الحكم 2012م بدأ يعمل مغامرا لتخليص الواحة السياسية من المعارضين، وهو ما شغله عن العمل، وذلك حال دون تحقيقه وعوده السابقة؛ إذْ بادر فور وصوله إلى الحكم على فتح ملفات الفساد المالي الذي تورط فيه حكومة سلفه، ففتح دواوين لمحاربة الفساد. لكن الملحوظ هو أن كل من استسلم له وخضع لرغباته وانضم إليه خلى سبيله مهما جنى من فساد.
كان نجل الرئيس عبد الله واد السيد عبد الكريم واد آنذاك من كبار معارضيه انتهز (صال) فرصة فساد (واد) المالي ففتح محكمة الاثراء غير القانوني لمحاربته سياسيا. ولقد نجح في ذاك؛ حيث تم شطب (كريم) من لائحة الانتخابات بعد إدانته نهائيا في المحكمة العليا باختلاس 38 مليار فرنك سيفا من المال العام.

لمّا شرع في ملف (كريم) كان السيد (خليفة أبابكر صال) يحشد قاعدة جماهيرية من المحتمل أن يهدد (ماكي صال) في انتخابات 2019 فاشتغل (ماكي) ملف تورط (خليفة) في فساد مالي في صندوق بلدية دكار لشطبه من لائحة الانتخابات.


أفل نجم المعارضَين (كريم) و (خليف)، فطلع شاب ضليع محنك داهية حيّر (ماكي صال) فسولت له نفسه إقصاءه، لكن الشاب ( سونكو ) كان كالشجا على حلقه. أصرّ (صال) على إقصائه رغم الثمن الباهظ؛ إذ نتج عنه سقوط عدد من الضحايا وسجن مئات من الشباب والنساء والمشايخ ونفي آخرين خارج البلاد.


هذه السياسة البشعة وما نتجتها من ويلات شنيعة، بالإضافة إلى تغاضيه عن الفساد المالي الذي تورط فيه أنصاره، وسوء توزيع الثروات، فضلا عن تلاعبه بمؤسسات الدولة وخاصة الجهاز القضائي لتحقيق مآربه السياسية، ورفضه تنظيم الانتخابات قبل نهاية ولايته لأسباب تافهة، هي الأسباب التي جعلت الرجل مرغوبا عنه بعدما كاد أن يكون أسطورة خالدة في تاريخ السياسية السنغالية.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici