مقال : قمة إفريقية بلا رؤسائها !!!

0
579

بقلم السيد علي نيانغ


قد يبدو هذا الشكل غريبا، لكن إياك أن تغتر أيها القارئ، قديما قالوا:التاريخ يعيد نفسه، و بالتالي ما فيه شيء جديد أو غريب حسب قول أو اعتقاد البعض، بل هذه القمة اللاإفريقية تعتبر كثاني خطوة يتخذها المستعمر لإسكات مستعمر اته وإنشغالهم بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي نفس الخطوات التي اتخذها في ستينيات القرن الماضي، وذلك لما ارتفعت الأصوات لطلب الاستقلال، وكانت استجابته بفتح نافذة لإعلان الخروج من القارة ولم يخرج! وما إن مكث إلا أن داس على رؤوس قادة إفريقيا خاصة الغربية، حتى لم يبق أحد منهم أمامه إلا كان كدمية في يد الطفل يقلبها كيف يشاء ومتى شاء! ثم مع مرور الزمن وبانفتاح العالم ومصادفة استيقاظ بعض شباب القارة مع اكتشاف حيل ومؤامرات قادتهم مع المستعمر ضد شعوبهم، قاموا إظهارا لغضبهم ومقتهم للمستعمر وعملائه في القارة، ولما تعالت الأصوات والنداءات من الشباب خاصة لإدانة استغلال المستعمر للقارة منذ أكثر من٦٠ عاما، تنبه المستعمر، وبدأ يفكر في كيفية إخماد هذه الصحوة الشبابية الإفريقية، ثم وضعوا خطة يبدو فيها إعطاء شباب القارة الأولوية في مدارسة قضايا القارة كذبا و زورا، وكان نتيجة هذا الادعاء إقامة هذه القمة اللا إفريقية التي تدور حولها تساؤلات كثيرة.
يَظهر في هذه القمة تظاهرُ المستعمر أنه مستعد للاستماع إلى هؤلاء الشباب، ومستعد أيضا لاستجابة متطلباتهم، تكرارا لنفس سيناريو النصف الثاني من القرن الماضي للتوقيع على الاستقلال المزيف. وجدير بالذكر أن هذه القمة لم تأت صدفة ولا عن فراغ كما يظنه البعض، وبالتالي، سترون أن مخططي المستعمر سيدرسون خطابات هذه القمة دراسة عميقة وسيحللونها، ثم يضعون خطة بديلة،يظهر فيها تظاهرهم استجابة المتطلبات القارية لهؤلاء الشباب كالعادة، حتى وإن احتاج الأمر إلى تغيير خطاباتهم تجاه القارة سيغيرونها تحايلا وكذبا وزورا، لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة. إذن، هذه القمة أقل ما يمكن القول فيها هو أنها نمط من أنماط استعمار الشباب الناشطين، ولذلك سترون أنها ستكرر ومع تكرارها ،ستلاحظون تغيّرا في خطابات بعض الشباب بدون شك. نعم، كلنا متفائل في حدوث تغييرات جذرية في قارتنا ، وقد تكون تلك التغيرات سببا في تحسّن الحال والمآل، ولكن يُستبعد كل الاستبعاد أن يكون مثل هذه اللقاءات هي السبب في ذلك، وللتأكد من هذا، يمكن مراجعة تاريخ الاستعمار، للوقوف على المعطيات التاريخية خاصة للنصف الثاني من القرن الماضي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أن أزمة ومشكلة قارتنا الإفريقية لا تُحل إلا في أراضيها. والحق في ذلك أن مشكلة إفريقيا الغربية خاصة مشكلة القادة، فلو حصلت على قادة مواطنين حقيقيين يحملون ثقافتها وهويتها القاريّة، لما وصلنا إلى هذه الأزمة المستعصية. فروندا مثلا وكثير من الدول العربية الإفريقية التحقت بالركب الحضاري، إلا أن إفريقيا الغربية أبت ذلك، وتركت كل أسباب التقدم والازدهار وراءها جارية وراء فرنسا التي أرملتها وحالت دون زواجها برجل آخر.
وعودة إلى القمة، قد يُستحن بعض الخطابات النقدية التي وجهها بعض الشباب إلى الرئيس الفرنسي، وخاصة تلك التي مضمونها أن دخول فرنسا في القارة من أجل مساعدتنا، فهذه الخطابات حتى الأطفال يعرفون بطلانها، والمشكلة في ذلك، أن قادتنا لا يستنكرون مثل هذه الخطابات ولا يعلقون عليها مع تعوّد الرئيس الفرنسي نطقها أمامهم، مع العلم أن فرنسا تستفيد من علاقتها مع إفريقيا في شهر واحد ما لا تستفيد منها إفريقيا منها في سنوات!! وهذه حقيقة لابد أن تُذكر مرات ومرات. وعلى كل حال إن أبقتنا الحياة سنرى جميعا ما سيحدث جراء هذه القمة إن شاء الله تعالى بشكل أو ضح.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici