مقال / زوال دولة الباطلة الاسرائيلية في ضوء القرآن الكريم والتوراة

0
471

 بقلم شريف امبالو

الأمين العام للحملة السنغالية للدفاع عن القدس و فلسطين

دكار – السنغال

إن أعمال العنف التي تشاهدها العالم برمته يجب أن تساعد لجمع شمل وتوحيد الصفوف  لمواجهة أم الأخطار “وجود دولة اللاشرعية تسميبإسرائيل “في هذه المنطقة المباركة وإيجاد استراتيجية موحدة تجاهها والتي تتطلب تكثيف فعالية النشاطات والحركات وتبادل التجاربوالخبرات بين المؤسسات والكتل الإسلامية. 

وكان يقول المناضل الكبير من أجل الحرية، نلسون مانديلا: ” ‘لا تكون أفريقيا حرة إلا إذا تحررت  فلسطين “.

فقد ساهمت فلسطين في توجيه وتدريب المقاومين الأفارقة  خلال الحروب لتحرير الشعوب الأفريقية، وذلك في جنوب أفريقيا، وأنغولا،وموزمبيق، وناميبيا، وغينيا بيساو، والرأس الأخضر، الخ . 

فاليوم، على عاتق الأفارقة، دَين تجاه القضية الفلسطينية النبيلة، كما على عاتقها حماية سكانها من القتل والإبادة و التشريد  حيثيتعرضون لها على أيدي الكيان الصهيوني الإسرائيلي.

فأولى مبادرة رئيسية اتخذتها البلدان الأفريقية كانت بإنشاء مشروع عون و مساعدة لفلسطين، مبادرة من المفروض ألا تفاجئ أحدا، لأنإفريقيا، بما لها من معرفة بمراحل التاريخ، تنحاز دائما إلى قضايا نبيلة، مثل قضية فلسطين والفلسطينيين. وكان قطع العلاقاتالدبلوماسية بين الدول الإفريقية وبين الكيان الصهيوني في أعقاب حرب عام 1967، والدعوة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية نداءً من صميمالقلب  والضمير، مما أدى بالعديد من البلدان الأفريقية إلى تسمية بعض الأماكن، والجادات والشوارع، والطرق باسم “فلسطين” ‘أو’ ‘القدس’ ‘أو’ ‘ياسر عرفات’ ‘رمزا لهذا الدعم غير المشروط والثابت.

وتعتبر الدولة السنغالية أول بلد أفريقي اعترفت رسميا بدولة فلسطين عام 1975، وفتحت سفارة لفلسطين بدكار عام 1977، مُسهما بذلكفي الإنشاء القانوني لدولة فلسطين. وإضافة إلى ذلك، فإن هذا البلد، بفضل جرأتها وحكمتها الدبلوماسية قد ساهمت في إيجاد دولةفلسطين، وذلك من خلال منح جواز سفر دبلوماسي سنغالي  للرئيس الراحل ياسر عرفات.

 وبفضل هذه الجهود ذي صلاحية دولية دخل الرئيس ياسر عرفات في محفل زعماء العالم، فسمحت له هذه الوثيقة بالدفاع عن القضيةالفلسطينية النبيلة، بشكل صحيح، عند أقرانه وعبر جميع المحافل لاتخاذ القرارات الدولية، ومن الجدير بالذكر أن السنغال هي الدولة التيترأس، على مستوى الأمم المتحدة، لجنة الدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.

وإذا كان هذا فهل من الممكن لأفريقيا والأفارقة أن يلازموا الصمت في وجه الاعتداء الصهيوني غير المقبول؟  كلا !

لا شك أن التداعيات السياسية، والدبلوماسية، والإعلامية والسياحية في السنغال وفي أفريقيا ستكون كبيرة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبارحجم هذه القضية التي تمس الآن العالم الحر بأسره.

ومن المفروض أن تكون هذه المبادرة الرامية إلى المساعدة، ‘:

 “أفريقيا تضامن مع فلسطين:

إنها ذريعة ممتازة لتعبئة وتوعية السكان والسلطات 

في البلدان مختلفة، بل إنه من المحتمل أن تسمح بتعزيز شعور التضامن من أجل فلسطين (قبل وأثناء وبعد العملية)، كما تُعد وسيلةً قويةلتعبئة وسائل الإعلام الدولية والرأي العام الدولي. هذا فإن الحملة السنغالية للدفاع عن القدس و فلسطين تعبر عن نداء استغاثي للشعبالفلسطيني في غزة، هذا الشعب الذي وقع ضحية للحصار الإسرائيلي الذي ندينه بقوة وعلى وجه الإطلاق.

من بين أبرز الهواجس التى تواجه القائمين على المشروع الصهيوني قضية أو هاجس زوال إسرائيل، مع إدراكهم الكامل لما جاء في القرآنالكريم من آيات بينات حول هذه المسألة وخصوصا في سورة الإسراء.

الإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأربعاء 06 ديسمبر 2017  تسبب تجددالاهتمام الكبير للقضية الفلسطينية في الحلبة السياسية والديبلماسية  بعدما حاول حكام الخزي والعار الذين  باعوا دينهم بدنياهم  لإرضاءالصهاينة.

وفقا للتعاليم اليهودية إسرائيل ينتظرون “المسيا” حسب معتقداتهم الباطلة  ، سيأتي إلى إنقاذها  واستعادة مجموع السيادة السياسيةوالدينية لها. 

هذا المسيح سوف يكون مسؤولا عن إعادة بناء الهيكل و عودة جميع اليهود إلى أراضيهم. 

ويجادل هؤلاء “حكماء الصهيونية” الذين انتهكوا بشكل محموم أحكام التوراة، من أجل إيجاد إطار وطني لليهود، وإيجاد حكم ذاتي علىأرض من شأنها أن تشكل، في نظرهم، الحل الوحيد لمشكلة اليهود. حل المشاكل التي واجهت اليهودية في ذلك الوقت، وبقائها، وهويتهاالثقافية والوطنية. من خلال أخذ زمام المبادرة للصعود إلى أرض إسرائيل، حيث يعتمد الفداء المسيحاني، على تعليق في التلمود، يقولكتوبوت 111، في أحد مقاطع نشيد الأناشيد:”أتوسل إليكن يا بنات أورشليم، بالغزلان وغزلان الحقل، ألا تستيقظن، ولا تثيرن الحب قبل أنيشاء. » لأن هذا المقطع تكرر ثلاث مرات.

وقد استنتج السادة أنها مسألة إيمان ثلاثة. 

الأول هو أن لا يذهب بنو إسرائيل إلى فلسطين بشكل جماعي. 

والثاني يوصي الخالق تبارك وتعالى بني إسرائيل بعدم التمرد على الأمم. 

والثالث يوصي الأمم بعدم الإفراط في استعباد شعب إسرائيل.

ويسلط باقي هذا المقطع الضوء على أهمية هذه العقيدة وهكذا من خاتمة الآية: “والغزلان وأيائل الحقل” يؤكد التلمود أن الله تبارك وتعالىيريد أن يقول لإسرائيل: “إن سمعتم هذه العقيدة فهو أفضل”.وإلا فإن حياتكم ستكون تافهة بالنسبة لي مثل حياة الغزلان وأيائل الحقل” (المرجع نفسه). 

في الواقع، كانت هذه العقيدة المفروضة على إسرائيل تهدف إلى قبول قرار النفي دون السعي إلى تركه بالقوة، قبل الوقت الذي حدده الله. ولهذا السبب كان للتيارات الدينية المختلفة في أوائل القرن العشرين آراء متحفظة للغاية حول الصهيونية وأيديولوجياتها.           

بالتاكيد هذا الموقف يؤكد   ماقاله القرآن الكريم بالرهبة الموجودة في صدورهم وخوفهم من مقاتلة  المؤمنين وجها بوجه  وقيامهم لبناء الجدرانالتي تمنعهم من مواجهة المؤمنين. ” لأنتم أشد رهبة في صدورهم  من الله ذلك بأنهم قوم لايفقهون .لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنةأو من وراء جدر 

وهناك نوعان من التنبؤات التي تنبأ بها القرآن الكريم  اي بناء،جدر وحصون لحماية انفسهم من خلال وصف الخوف الذي يسكن اليهود. كلهذا تتحققت باذن الله : الجدار الفاصل واقتحامهم بالمسجد الأقصى  المبارك قصدا احتلاله نهائيا.    . 

1.  اليهود يدركون تماما أن القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه ولذلك تشير لديهم هذه الأمور الكثير من القلق لدىأصحاب المشروع الصهيوني، مع تساؤلهم عن اللحظة الزمنية التى سوف يحدث فيها وعد الآخرة الذي تحدثت عنه سورة الإسراء بوضوحوجلاء” .

2.    سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

3.  وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً.

4.  ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا

5.  وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا .

6.  فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً.

7.  ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا.

8.  إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا.

9.  عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ”

في المقابل يمثل هذا الأمر ، جزاء مهما من عقيدة المسلمين وتتحرك الإطراف التى تعمل من منطق ديني من القوى الإسلامية الفاعلة فيالصراع العربي الاسرائيلي، حيث إنها تراكم في إطار تبنيها لفكرة المقاومة ، للتأثيرات التى سوف تقود إلى لحظة النصر والتمكين التىتحدث عنها القرآن الكريم  والسنة النبوية المتطهرة على أيدى المؤمنين المجاهدين .               

هذا النصر وعد غير مكذوب.

وآت لا محالة انه يجب على المؤمنين العمل والأخذ بالأسباب وترك النتائج على الله تعالى: “فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم”

إن القرآن الكريم استفاض في شرح طبيعة بنى إسرائيل واليهود وجرائمهم ضد الإنسانية ضد الأنبياء والرسل والأوصياء عبر التاريخ بالرغممن تكريم الله عز وجل لهم ما بين تكذيب أنبياءه ومحاربهم ولدين الله عزوجل والإفساد في الأرض وغير ذلك من مظاهر طغيان وكفر  بنىإسرائيل واليهود .

لقد خلد القرآن الكريم وخصوصا من سورة الإسراء علاقة المؤمنين بالمسجد الأقصى والقدس الشريف مع كونها مسرى رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم وأتت السورة وغيرها من الآيات في القرآن الكريم تؤكد على مباركة رب العزة  سبحانه لهذه الأرض التي تشمل كل فلسطينولذلك أولى بالمؤمنين في أيامنا هذه أن يعدوا العدة من أجل استعادها واثقين في الله عز وجل وفي سنن نصره لهم . 

وبعد زوال المملكتين انتهت المرحلة الأولى ، لكن جزءا من اليهود عادوا إلى الأرض المقدسة على مراحل وبدأت عودتهم في عهد الملكالفارسي( كورش) الذي حرص على أن يقيم لهم دولة كانت على الاحتلال اليوناني عام 333 الميلاد ، وقد التبس  الأمل على البعض فذهبواإلى القول بأن المرة الثانية كانت عام 70م و135م لان الهيكل الأول دمر عام 586 قبل الميلاد ودمر الهيكل الثاني عام 70م ومحيت

آثاره تماما عام 135م      لكم….وأمددناكم…وجعلناكم …أحسنتم…وجوهكم…يرحمكم…عدتم لذالك يجب نصرف الضمائر في الكلماتالآتية إلى أعداء اليهود.

“فجاسوا عليهم ليسوؤوا وكيد خلوا دخلوه وليتبروا علوا…”

“عسى ربكم أن يرحمكم ” دعوة التوبة والرجوع إلى الله.”وإن عدتم عدنا ” ان عدتم يا بني اسرئيل إلى الفساد عدنا إلى العقوبة.

وكما ذكره الحديث الشريف لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود نعم إن المعطيات تقول إنه هذه الدولة التى قامت في فلسطين عام1948م  باتجاه الاتحاد والتقارب بين المسلمين إضافة إلى طرح الحل الإسلامي والمشروع السياسي الإسلامي”.

ويمكن الإشارة إلى خلاصة ما مشروع الإمام الخميني لحل القضية الفلسطينية بالآتي:

1.    أن إسرائيل غدة سرطانية ليس لها علاج إلا الاستئصال.

2.    رفض ونبذ كل الحلول والمشاريع التي تتضمن الاعتراف بإسرائيل.

3.    الاتحاد والالتفاف حول محور المقاومة لتحرير ارض فلسطين.

4.    نبذ الخلافات والتفرقة والتجمع حول محور القضية الفلسطينية التي هي القضية الأولى والرئيسية للعالم الإسلامي والعربي والعدالة. 

5.    دعوة الحكام جميعاً إلى السير في هذا الإطار

6.    دعوة الشعوب الإسلامية  إلى الأخذ بدورها في الجهاد بجميع أشكاله، فهي القادرة على حل مشاكلها.

7.    نصرة الشعب الفلسطيني وعودته إلى أراضه.

وهذه الحقائق التي وضحها الإمام الخميني هي محل إجماع كبار علماء الاسلام الغيورين وخاصة من مشايخ الأزهر، والزيتونة والقرويين  وعلماء الشيعة وجميع الأحرار في العالم الإسلامي.

وأخيراً نتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يوحد الأمة الإسلامية و أن يهزم أعدائها وأن يعيد شعب فلسطين إلى أرضه سالماً غانماًمنتصراً و أن ينصر الله جميع الشعوب المظلومة على وجه هذه الأرض.

تحيا السلام الأصيل الذي يمثله  أنتم علماءنا الاجلاء   ورثة الأنبياء

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici