تحقيق : ظاهرة الاغتيالات في السنغال : حالات ونماذج غريبة تثير ضجة واسعة على الشبكات الاجتماعية …

0
95

أجرى التحقيق / الإعلامي محمد الأمين سيسي لدكارنيوز

أسبوع حافل بالقتل المتكرر في جميع ربوع البلاد،هنا تسمع قضية التواطؤ الجماعي للقتل وهناك تسمع الموت غرقا وغير ذلك من نفوس راحت ضحيتها سدى، على مدار الساعات ترى القضايا المتعلقة بالهرج والمرج تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة السنغالية عموما، ومعظمها تأتي من أسباب تافهة بين شجار ابن عم وخال، بين زوج وزوجة، بين أخ وأخت، يجب وضع حد لهذا القتل المتكرر بين أبناء الشعب أنفسهم.
في هذا المقال نود سرد القضايا المتعلقة بالقتل خلال الأسبوع المنصرم، ولايمكننا دراسة كل القضايا في جميع انحاء البلاد لكننا سنعطي الأولوية أهمها وهي على النحو التالي:
قضية عزيز دبلا الرّقّاص المشهور، حيث عم خبر اغتياله كل الدنيا تقريبا ، رغم تعدد الروايات فإننا نودّ اختيار أفضل الروايات وفقًا لمحاضر التحقيق التي صدرتْ من المحققين.
كشفت مجموعة “جي إفم” بين يومي 19-20 من الشهر الجاري أغسطس 2024م هذه القضية المبهمة بين عزيز دبلا وصديقته المقربة نبو لي ، نعم صديقين كبرا منذ الطفولة وفقا للروايات المتداولة بين أبناء الحي، والقضية حدثت في منطقة بكين في حي تكنوبول، وذلك في ليلة الأحد 19 أغسطس حيث كانا في أمسية مشهورة ب “تانّبير” وعند الرجوع إلى المنزل وقع بينهما مشكلة ما، فالسيدة كانت توصل الرّقّاص بسيارتها كل يوم إلى بيته، لكن ذلك اليوم أوصلته إلى محطة ما ، لأول مرة دون الوصول إلى منزله، وهنا قرر الرّقّاص عزيز ركوب التاكسي مع شخص ثاني وجده في الموقف،والشخص الذي ركب معه واحد من المتّهمين بارتكاب الجريمة. لذا اعتقد البعض أن السيدة تآمرت مع ذلك الشخص قبل الوصول إلى المحطة.

انطلق عزيز مع ذلك الرجل نحو بيته بالتاكسي،عند الوصول وجد مجموعة من الشباب ينتظرونه والبالغ عددهم 6-7 أشخاص ،بدأ الحديث بطلب مبالغ مالية منه والتخلص من صفات المثليين حسب بعض المصادر،ووصل الأمر بالتهديدات والتخويف ثم الشجار بين المجموعة مع عزيز دبلا، لكنه فضل المقاومة معهم بدل قبول طلباتهم، من هنا تغيرت فكرة التهديد إلى قتل عنيف ،عندما سمع رفيق عزيز والي- البالغ من العمر17 عاما- بالضجيج والنزاع حوله، خرج مسرعا لإنقاذ زميله لكن الخلية تمكنت من الهجوم عليه بالسكين وتم الاغتيال بدم بارد.
تم التنسيق بين أعضاء المجموعة السبعة سرا وتنفيذ خطة المزعومة نبو لي ،بعد العملية اتصلوا بالسيدة لإخبارها بماحدث لكنها تفاجأت بأن خطتها لم تنفذ كما كانت،لأنها كانت مجرد تهديدات وسحب مبالغ مالية منه ، وبقي الأمر سرا بينهم لفترة لم تتجاوز ثلاث ليال.
ثمت بحث واتصال كثيف للمرحومين دون معرفة مكان تواجدهما، خطر ببال شقيق عزيز التوجه نحو شقته ، وعند الوصول اقترحت صاحب الفكرة المزعومة خرق الباب، إلا أن شقيق المقتول هو من استأذن بذلك من رب المنزل، بعد القيام بعملية الخرق وجدوا “عزيز” مغتالا هو وصاحبه محمد كانو المشهور ب “والي”.
هكذا انتشر الخبر وعم أرجاء الدنيا ولازالت التحقيقات مستمرة مع رجال الأمن، وطلب المدعي العام تسريع الاجراءات اللازمة للتحقيق وكشف ملابسات القضية من جذورها، بالأمس تم إحالة جميع المتورطين في القضية إلى السجن مبدئيا لمواصلة التحقيقات.
كيف تم تفكيك العصابة والقبض عليهم ؟

بعد استجواب السيدة المزعومة في قضية عزيز وصاحبه والي،تم اطلاق سراحها بحجة أنها بريئة من التهم الموجهة إليها، إلا أنه لم يكن إلا خلق فرصة لمتابعتها والتصنّت لمكالمتها والتتبع عنها، بعد خروجها أخذت تتصل بأعضاء المجموعة ، مما أعطى للمحققين حجة وبرهانا واضحا لتفكيك تلك الخلية الإجرامية.
خلال عملية أمنية نوعية من مفوضية الشرطة ،نجح فريق أمني من تفكيك الشبكة وأسفرت عن توقيف عدد منهم، تلاها سلسلة اعتقالات واسعة لأعضاء الشبكة، ونفضل هنا عدم ذكر أحد منهم سوى المخططة والمدبرة لها نبو لي .
أحدهم أخبر خاله بالجريمة التي ارتكبها وأنه قتل نفسا بغير حق، حاول الخال كتم السر لكنه لم يرتح ثم قرر ابلاغ الأمن في مدينة طوبى بالأمر، وتم القبض على الرجل هناك بعد مطاردة في شوارع طوبى المحروسة أيام ذكرى الغيبة البحرية الخديمية “مغال” ثمت تحقيقات تلتها وكُشفت أسماء آخرون شاركوا في الجريمة.
كشف موقع سينويب أن خال المتهم تم اعتقاله واستجوابه لعدم كشف الأمر مبكرا، لأنه علم بالأمر منذ وقوعه في الوهلة الأولى لكنه لم يفشه إلا بعد خطوات من البحث والتحقيق. والقانون لايسمح بذلك وتم اعتقاله فورا ووضعه تحت الحراسة النظرية.
لحد كتابة هذه السطور تصدر روايات جديدة ولكل رواية مصدرها الخاص، ويمكن للقارئ القول بأن ما كتبه الكاتب يختلف عن الواقع أو الحقيقة لكن الأمر سوف يتضح مع مرور التحقيقات.

وتشهد والدة المقتول أن بين ابنها والمزعومة أنها المدبرة والمخططة للجريمة نبو لي أن بينهما صداقة منذ الطفولة، ومن الصعب أن تصدق أن الصديق سيقوم باغتيال صديقه لأسباب دنيوية فحسب، وأن ابنها كان إنسانا عاديا يسعى دائما لخدمة الناس وإسعادهم، وتدعو القضاة والمحكمة إلى كشف الغموض في القضية بشكل يرضي الجميع.

•قضية شابة ” عائشة اندونغ” صاحبة 15 عاما .

في حوالي الساعة 20:00 مساء خرجت ماما عائشة دونك صاحبة 15 عاما التي لقيت حتفها بعد انتشار خبر فقدانها ليلة الأحد الماضية بعد خروجها مع رفيقتها إلى الدكان لشراء اللبن،وتقول الرفيقة بلسان والدها أنها بعد الخروج من الدكان قالت لها المرحومة بأنها عائدة إلى بيتها بينما تعود هي إلى منزلها ،هكذا تفرقتا تلك الليلة، بعد فترة وجيزة أي حوالي التاسعة والنصف مساء جاء والد عائشة إلى منزل رفيقتها طالبا منها توضيحات أكثر عن مكان تواجد بنته عائشة، فأجابت بأنهما ذهبتا إلى الدكان معا وعند الرجوع كل واحدة منهما رجعت إلى أهلها ولم تدر بالضبط أين توجهت.
بعد إعلان فقدان التلميذة عائشة ب 72 ساعة تقريبا ، ظهر إعلان وفاة شابة في وسائل التواصل الاجتماعي،ولم يمض إلا بضع ساعات إلا أن تأكدوا أن المفقودة هي نفسها في النهر بمنطقة برنجي،قتلوها ومن ثم رموها هناك ،من هنا تم التواصل مع رجال الإطفاء والشرطة قبل أي اجراء، وكما تم الاتصال بأسرة الشابة وإخبارها بالأمر حيث تسلمت عائلتها جثمان الشابة بحزن شديد، وطالبت من الشرطة الوطنية فتح تحقيقات لمعرفة ظروف الوفاة.
إلا أن الأمر لايبدو شيئا عاديا بين عائلة عائشة ورفيقتها التي خرجت معها قبل الحادثة، حيث استجوبت من قبل المحققين ومن ثم تم اطلاق سراحها، ولازال هناك شكوك من قبل أسرة المرحومة تجاه أسرة رفيقتها،وآخر مرة حدث تبادل كلمات بين الأسرتين حول غموض اختفاء البنت، وفي النهاية اتصلت عائلة الرفيقة بالشرطة وجاءوا لإنهاء الخصوم بين العائلتين.

•قضية قتل بين صديقين :

قضية قتل أخرى بين الصديقين ، حيث اغتال محمد جالو صديقه عبد الله غي بعد اختلاف بسيط وقام الأول بطعن الآخر وذلك أثناء تناولهما وجبة الغداء.
كشف موقع سنكو قضية قتل حدث في حي سرنج منصورسي2 بحي تواون بل،وفقا لرئيس اللجنة الشعبية في الحي،فإن الشباب كانوا يعيشون وسط مباني في طور الإنشاء،وهذا علامة لانعدام الأمن في بعض الأحياء السكنية، لذا يدعو المسؤوليين إلى التيقظ أكثر من أي وقت مضى وذلك لزيادة وتوفير الأمن في جميع أنحاء البلاد.
وجهة نظر العوام
بعد انتشار القتل في جميع ربوع البلاد،يرى الكثير من العوام أن الحل هو ارجاع حكم الإعدام في القانون والقصاص كماهو في التنزيل العزيز،” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون”
أكثر من مرة نرى اخواننا الصحفيين يسألون الناس عن الحل الأنسب لتوقيف ظاهرة العنف والقتل العمد،وتشير معظم الأجوبة إلى الإعدام وليكون الحكم بالمثل،وغير ذلك لايكون هناك حل جذري لهذه الظاهرة المنتشرة في جميع أصقاع العالم.
هناك قضايا أخرى متعلقة بالقتل خلال هذه الأيام، ولايسعنا المجال لذكرها واحدة تلو الآخرة لذا نشير إليها فقط ومنها موت مرتضى جوب،وفاة صبيان في ماتم على ضفاف النهر،وعامل لشركة الكهرباء في طوبى وقضية قتل أخرى في يمبل والحديث يطول.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici