بٓعْدٓ أٓنْ وٓضٓعٓتِ الْاِنْتِخٓابٓاتُ الْمٓحٓلِيّٓةُ أٓوْزٓارٓهٓا!!

0
524

كتب / عثمان جانج

منذ أن وضعتِ الْانتخابات المحليّة أوزارها وعادت المياه إلى مجراها ،
انشرحت صدورُ الشّعب السّنغالي لأسباب كثيرة ، لأنّ الدّعاية الانتخابية تؤدّي أحيانا إلى سُوء التّفاهم وتوتّر العلاقات على المستوى المحلّي ، ولدراسة هذا الموضوع نتساءل:
ماهي المعايير التي تتسنّى بها دراسة هذه القضيّة ؟
ولمعالجة هذه القضيّة أولا يجدر بنا تسليط الضّوء على الأسباب المؤدّية لهذه المفاجأة ، ثم نُبيّن الأمورٓ المرتّبة بعدها ، ونختم حديثنا عن تحديد نقاط تخص الرّؤساء والمواطنين.

من قبل أصبحت الرّوحُ الدّيموقراطيّةُ منقرضةً في السّنغال لشخصيات سياسيّة يسعوْن دوما للنّجاح في حياتهم الشّخصيّة ، وتحقيقِ مصالحهم الخاصة ؛ نتيجة تيقُّظ المواطنين سيما الشّباب وتوجُّهم إلى دائرة السّياسة ، والذي زاد للمواطنين يقظةً أنّهم لم يشعُروا حلاوةَ الوجود في البلد ولم يتمتّعوا بحريّة التّعبير والتّصرّف كما يحلو لهم وِفْق القانون العام ، بالإضافة إلى ذلك أنّ نيران الهٓرٓج والمٓرٓج اندلعت بدءا من “رئيس الجمهورية ماكي صال” بتصرّفاته غير مرضية ، وركوعِه على أقدام فرنسا ، وسُوءِ قِيادته وتقديم مصلحته السّياسيّة على حساب تحسين المستوى المعيشي لدى الشّعب ، وغرس الرّوح الدّيموقراطيّة حتى لا تٓنْدرسٓ ، بالمقابل شهدتُ وشهدٓ الجميعُ أنّه دائما يفكّر في طريقة إقلاع هذه الرّوح الدّيموقراطيّة ، والدّليل على ذلك فلنُكرّرُ النّظرٓ على ما فعل تجاه ” نجل الرّئيس السّابق عبد اللّه وٓادْ كٓريمْ وٓادْ ” ذلك الشّاب الذي أُتّهم بنهب أموال الدّولة ، وحُبس على ذلك دون أدنى دليل على ما أُتّهِم عليه بل بغية إفساد مستقبله السّياسي.

وإليك أيضا ” خليف صال عمدة دكار السّابق ” الذي سُجن قائلا : أنّه أضاع الصّندوق الطّارئ بدون تقديم الفاتورات لتّبريرها.

نِعْم العملُ هذا !! لكن لو كان مبْنيًا على أساس يَخدُم الوطن وبشكل موضوعيّ شفافيّ ، وأن يكون القانون على عواتق الجميع بلا أفضلية ؛ كلٌّ سواسية فيه كأسنان المشط لكان ذلك أفضل لكن يا للأسف ! نحن تحت دوحة حكومة فيها (Coumba âme ndeye AK Coumba amoul Ndeye)

وعلاوة على ذلك انظر وعِ على ما قامت بها الحكومة الفيصليّة تجاه ” عثمان سونكو رئيس حزب بستيف” على بناء السّيناريو المفبركة باستغلال فتاة مراهقة لم تصل بعدُ إلى مرحلة النّضج لشن ألعوبةٍ شنيعةٍ مكتظةٍ بافتراءات سطحيّة بهدف اتّهامه باغتصاب تلك الفتاة المرحومة نتيجة ما حدثت في شهر مارس (Révolution de marsثورة مارس) والتي لم تكن تحت الحسبان !

وهذه الحوادثُ وغيرُها مما أثارتْ غضبٓ الشّعب تجاه الحكومةِ في هذه الانتخابات البلديّة ، ولُوحظ أنّ كثيرا من رؤساء البلديّات والذين ينتمون في الحزب الحاكم جلّهم فشِلوا في الانتخابات لأجل ذلك ، لكن بعضهم لم يخدموا شعبٓهم ولم يسهروا في شؤونهم سواء في “التّربية ، والتّعليم ، والصّحة ، أو تدعيم العمّال …” ومن المستحيل معالجة المرض دون تشخيص جسم المريض!
وعلى حدّ قول الشاعر:
نرجو النّجاة ولم تسلك مسالكها # إن السّفينة لا تجري على اليبس.

والأعجب في الأمر فكمْ من …. ظلّ لم يقم بدورهِ الإداريّ في منطقته ، وقد يغيب عنها فترةً زمنيةً طويلةً ناسيا أو عامدا أو جاهلا أنّ كلَّ راعٍ مسؤول عن رعيته ؛ وهذا هٓيْهات عن الصّفّة الاعتزازيّة للبلد وللقوم ! أيّهذا الاعتداء والجور أيّها السياسيون ورؤساء البلديات ؟

وأنا مع إيمانٍ أنّ هذه النّقاط السّالفة الذّكر مما أدّت خسارة هؤلاء المترشّحين وإذلالهم في بلدِياتهم بكيفيّة غير متوقّعة عند الجماهير وذلك درس لأُولى الألباب!

ومع كلّ ذلك يُستحسن أن نعيد النّظرٓ إلى تعاليم الدّين الإسلامي ، وإحضار ثقافته النّزيهة ، وحضارته النّقيّة التي سنّها النّبي مصطفى صلّى اللّه عليه وسلم وإحياء تراث أجدادنا – نوّر اللّه أضرحتٓهم – وإبعاد العنف والفتنة ، وترك جميع مسبّباتها صغيرة وكبيرة؛ لأن الفتنة نائمة لعن اللّه من أيقظها!

وأقرأ لكم أيّها المنتخبون الجُدُد عبارات التّهنئة لِما حباكم اللّه من النِّعم ، وندعوا اللّه لكم التّوفيق والسّداد،
لكن تصفّحوا صفحات الشّعب لِتٓعرِفوا متطلباتهم ثمّ السّعي وراء تحقيقها ، وعليكم بإجابة دعواتهم ونٓدواتِهم واقتربوهم مااستطعتم ، عِلمًا أنّكم لَسْتم ممنتخبون لحزبٍ خاصٍ أو جماعةٍ خاصةٍ بل أنتم للجميع ، وقدّموا مصلحةٓ الشّعب على مصلحتكم تنجحون إن شاء اللّه!

وفي الختام يمكن القول أنّ الشّعب السّنغالي لقد استيقظ من نومه العميق طيلة زمن بعيد ، وطفق يعرف حقوقٓه وموقفٓه تجاه الحكومة ورجال السّياسة ، وقد يٓكفينا ما حدث في أمس دليلا على ذلك لتكون لمن بعدهم آية !!

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici