المغرب.. مؤتمر التصوف العالمي العاشر يبحث “تَوحِيدِ المَرجِعِيَّةِ وَتَأكِيدِ الهُوِيَّةِ”

0
254

كلميم/المغرب: 19 ماي 2023

أعطيت انطلاقة النسخة العاشرة لمؤتمر التصوف العالمي الذي تنظمه الأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية بالتنسيق مع مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث والمركز الجامعي للدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة محمد الأول بوجدة المملكة المغربية، بمدينة كلميم جنوب المغرب يوم الخميس 18 ماي 2023، تحت شعار” التَّصَوُّفُ السَّنِّيُّ بَينَ تَوحِيدِ المَرجِعِيَّةِ وَتَأكِيدِ الهُوِيَّةِ “، بحضور علماء وباحثين من أزيد من 30 دولة.

وبين الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني، الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، أن الأكاديمية مؤسسة تعليمية تربوية رسمية، ليس لها أي اتجاه سياسي، تسعى لخدمة أبناء الصوفية من أرباب الشهادات الجامعية، وتعنى بإحياء التراث العلمي للسادة الصوفية الأوائل، وتوحد كلمة علماء الصوفية، وتنقي المنهج الصوفي الصحيح من الشوائب والخزعبلات التي ألصقت به، وتنشط الحركة العلمية في الأوساط الصوفية.

وأضاف أن الاكاديمية تضم مجموعة من الشيوخ وطلبة العلم الشريف من أبناء الطرق الصوفية بمختلف مشاربها، مع أطر علمية شبابية من كافة أنحاء المعمورة، وتروم نشر السلام والمحبة والتسامح في العالم من خلال التوعية العلمية للعقيدة الإسلامية الصحيحة، ونبذ فكر التطرف والإرهاب.

وأوضح أن أهداف الأكاديمية تكمن في إقامة المؤتمرات الدينية والثقافية التي تدعو إلى التسامح والسلام، وتوحيد شمل علماء الدين الذين يدعُون لمبدأ السلام والصفاء، وإقامة المخيمات العلمية والثقافية التي تكون من نتائجها تلاقح الأفكار، وإقامة الدورات الدينية والتثقيفية التي تدعو لمنهج الوسطية، والعمل على إصدار مجلة فصلية وجريدة دورية تدعو لمنهج التزكية والصفاء، باللغة العربية والإنجليزية والتركية والفرنسية والأوردية ونبذ التطرف والعنصرية وزرع بذرة السلام فيها، والعمل على تسهيل تزويج الشباب، وفتح الدورات التربوية الترفيهية للأطفال دون سن العاشرة، والعمل على تنقيح كتب التاريخ مما دُسَّ فيها من فكرٍ يخالف سماحة الإسلام وتعايشه مع الأديان الأخرى.

واعتبر الدكتور محمد لخضر ذرفوفي، أستاذ التواصل في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، أن التجربة المغربية رائدة في توحيد المرجعية وثوابت الأمة المغربية في العقيدة الأشعرية والفقه المالكي وطريقة الجنيد السالك في التصوف، مبرزا مركزية إمارة المؤمنين في حفظ هذه الثوابت، كما نوه بجعل الفتوى من الاختصاصات الحصرية للمجلس العلمي الأعلى، وأشار الى أن التصوف السني يلعب دوراً مهماً في نهضة الأمة، وفي بناء الحضارة الإنسانية، كمنهج وأسلوب حياة، من خلال تزكية النفس وتربيتها .

وفي ذات السياق أكد الدكتور سدي علي ماء العينين، الكاتب العام لمؤسسة الشيخ ماءالعينين للعلوم والتراث، أن الملتقى الفكري الدولي يستهدف دراسة الفكر الصوفي وراهنيته وجديته ودوره في الحفاظ على التراث اللامادي، وأوضح أن احتضان مؤسسة الشيخ ماءالعينين لفعاليات مؤتمر التصوف العالمي العاشر للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، يندرج في إطار تنسيق الجهود وتثمين المشترك، وتحقيق التقارب، وصلة الرحم بين العلماء، مذكرا بأن المؤسسة المنتسبة إلى الزاوية والطريقة الفاضلية المعينية القادرية تحيي القيم الموروثة عن الشيخ ماءالعينين، المتمثلة في المخاواة لجميع الطرق، وتابع “وتلك الرسالة التي تلتقي مع شعار المؤتمر الداعي الى توحيد المرجعيات ونشر قيم التسامح والإخاء سيراً على منهاج النبوة، واستلهاماً من الكتاب والسنة دون تشدد أو غلو”.

ومن جانبه استحضر الدكتور صفوان عضيبات، مدير الرقابة الشرعية والتفتيش في دائرة الإفتاء العام الأردنية، ثوابت التصوف السُني المتجلية في قول ابن عاشر: في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك، موضحا ان التصوف علم وأخلاق، موردا مقولة الإمام الجنيد “علمنا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به”.

وبين الداعية مرتضى بوسو، القاضي الشرعي لدي المحكمة السنغالية، أن الصوفية هم حماة السنة الغراء، مشيرا الى منهج الشيخ أحمد بمب، الذي أسس مدرسته الروحية السنية على الإيمان والإسلام والإحسان مضيفا أنه “نهل من معينه الصوفي كوكبة من العلماء الربانيين الذين ورثوا منه الأخلاق النبوية والإرشادات الربانية فكانوا مصابيح الظلام ومفاتيح الأنام”.

ونبه الدكتور عبدالناصر محمد شمسين، رئيس المجمع الإسلامي للبحوث والدراسات بأستراليا، إلى أن توحيد المرجعية ينبني على الاعتصام بحبل الله تعالى وهدي رسوله الكريم ﷺ، مشددا على أن التصوف السُّنِّي هو التصوُّفُ القائمُ على الكتاب والسُّنَّة، وبين معنى درجة الإحسان مستدلا بحديث النبي ﷺ، “أَنْ تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْك إن لا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ”.

وأكد الدكتور علي الصيني النقشبندي، نائب شيخ الطريقة النقشبندية الجهرية في الصين، أن الصوفية والتصوف هما أصل من أصول منبع السعادة الإنسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، موضحا أن الطريقة الصوفية مستمدة من منهج رسول الله ﷺ، وأردف أن الصوفية ليست مذهباً ولا حزباً من الأحزاب إنما هي روح الإسلام وجوهره، مبينا أن روح التصوف تقوم على معرفة الله تعالى.

ويذكر أن أشغال هذا المؤتمر تعقد لأول مرة بالمغرب، بموازاة مع فعاليات الملتقى الفكري الدولي السادس الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث بشراكة مع المركز الجامعي للدراسات والبحوث بجامعة محمد الأول بوجدة، وبتعاون مع الاكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، تحت شعار “التصوف منبع إصلاح القيم الكونية”، وذلك في الفترة من 18 الى 20 ماي الجاري.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici