الشيخ محمد الفاضل امباكي شخصية خالدة!

0
71

كتب /عبد الأحد انياغ (Boroom belel)

إن لله عبادا فطنا زهدوا عن الدنيا وملذاتها في الأوقات التي تهرول إليها الناس أفواجا، وقاموا بخدمة الأمة الإسلامية خدمات جليلة تتباهى بها الإسلام وتعتز بها، وكتبوا تاريخهم بمداد الحزم والعزم، والصبر والتوكل، والمودة والمؤاخاة، وتركوا لأنفسهم بصمات وآثار لن تعفى عليها الدهر ما دامت السموات والأرض، ومن أولئك الشخصيات ” الشيخ محمد الفاضل بن الشيخ الخديم ” الذي كان سراجا منيرا للإسلام بصفة عامة والمريدية بصفة خاصة، وهي شخصية ساهمت بكثير من الخدمات الجليلة للأمة الإسلامية بمساعدة المحتاجين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ومن خلال السطور التالية المتواضعة سوف نقوم بتبيان بعض من حياته الكريمة وإنجازاته الكريمة.

مولده ونشأته.

يقول الشيخ عبد الرحمان مصطفى لوح، في كتابه: ( الشيخ محمد الفاضل الخليفة والإمام الأول ) ولد – الشيخ محمد الفاضل- ليلة الجمعة السابعة والعشرين من رجب سنة: 1306 ه. الموافق 1889/03/29 في دار السلام قرب ( امباك بول) وهذه البلدة هي أول قرية أنشأها والده { الشيخ الخديم} مؤسس الطريقة المريدية في السنغال.
ووالدته هي الشيخة العابدة النقية البارة السيدة/ حواء بص -رضي الله عنها-.

ويقول أيضا: ومن محاسن صُدَفِ ولادته تأليف الشيخ الخديم قصيدته مفاتح البشر ولما وصل إلى الوالد الخديم خبر نزول هذا الضيف الكريم الفاضل غيَّر الشيخ الخديم القصيدة من الرجز التام إلى الرجز المشطور. وهذه الأبيات مقيدة ب: (يوم رجب) البيت السابق لهذه الأبيات من الرجز التام وهو قوله رضي الله عنه وأرضاه عنا آمين:
واشكر حروفي بقدر الذات في مدح من قرب باللذات
(يا فاضلا فضله الخلاق يا من به فارقني الاملاق
واجهتك اليوم ولي الرزاق كان بما تنموا به الأرزاق
محوت عني ما به النفاق عني امّحى وجاءني النفاق
رددت لي مازانه الوفاق بمن به استنارت الآفاق
جاء الرضى والفوز والإعتاق بك كما بك اعتلت عتاقُ
بك احتويتنا ماله نشتاق صلى عليك الأكرم الخلَّاق)

تعـلُّـمُـه.
لقد بدأ تعلمه هو وأخوه الشيخ محمد المصطفى من والدهما الشيخ الخديم، وبعد هنيئة سلمهما إلى مريده الصادق والإمام المحفظ الشيخ عبد الرحمان لوح، المشهور ب: شرچ اندام عبد الرحمان لوح، وقد مكثا عنده حتى حفظا القرءان الكريم وكتاباه عن ظهر قلب.
ولما حفظ القرءان أخذ يتعلم العلوم الشرعية كما هو معتاد، من عمه الشيخ إبراهيم فاط، المشهور ب: ( مام چرن و بروم دار ) الذي كان حبرا لا يبارى وبحرا لا يجارى، وبعد ذلك واصل دراسته عند شقيق والده الشيخ محمد جارة الله، المشهور ب: مام مور جار، وهكذا تواصل دراسته وبحوثاته حتى صار أديبا بارعا وكاتبا وشاعرًا وخطيبا…

أخلاقه وصفاته.

بالاختصار كان الشيخ محمد الفاضل متحليا بجميع الأوصاف النبيلة، مثل الصدق والكرم واللطف والحنان والرحمة والعفو والتسامح، كما يكن لشيخه ووالده حبا لا يوصف وصادقا بكل ما تعنيه الكلمة من معان يقول في إبراز هذا الحب الصادق :
أكـــرم بـه مـن مـغـيـث حـلـو الـثـمـار جناه
حبي له الدهـر يغـنـي نيَ عـن حبِّ ســواه
يــزداد فـي كـل حـيــن في القلب منِّي هواه
سفك الدموع لحب الْ خديــم فرضًــا أراه

مبايعته للشيخ الخديم.

لقد كتب الشيخ محمد الفاضل قصيدة يبايع فيها شيخه ووالده الشيخ الخديم كما يفعل المريدون مع شيوخهم، ولقد باع بنوُّته بالإرادة والخدمة وأهدى لفضيلة الوالد ثمن هذه المبايعة، يقول في هذا الصدد:
يا أيها الشيخ النفيس المرتجى. يافاتحا ماكان قبل مرتجى
بعتُ بنوَّتي بالإرادة. لكم لكي أحظى بخرق عاده
من بعد ما اشتريتموها منى أهديتها لكم بغير منَّ
فلتقبلوها يا ملاذ كرما لا زلتم بين البرايا علما
بجاه مخدومكم المفضلُ خير الأوائل معا والأول
صلى عليه ربنا وسلما وآله وصحبه وكرما

بعض من إنجازاته.

لقد أنجز الشيخ محمد الفاضل الكثير الكثير من المشاريع لا سيما خلال خلافته منها: إكمال بناء الجامع الأكبر وفتحه، ولما وفقه الله بإتمام الجامع الأكبر مشى بأدب واحترام وهنأه ناسدًا:
كما كنت تأمل يا خديما بِــه هُنّــئــتَ في دار النعيم
فكن في نعمة أبداً مقيما معافى مرتضى شيخ الخديم
وهو الذي نادى المريدين بالاجتماع في طوبى لتعظيم 18 صفر.
يقول الشيخ عبد الرحمان مصطفى لوح في هذا الباب: ومن الأعمال التي قام بها الشيخ محمد الفاضل دعاء وتبريك (سوق عكاظ الكبيرة) التي كانت موجودة أيام كان الشيخ الخديم في جربل؛ حتى الآن ما زالت علمًا بارزا من أعلام طوبى، ومضخة المياه الكبيرة وفراس في دار المنان؛ كما وسع تخطيط طوبى وتوسيع الشوارع والطرق المؤدية إلى الجامع الأكبر من سنة:1959 إلى 1963م.
علاوة على ذلك كتب لوالده 28 مصحفًا.

بعض القرى التي أسسها:

يقول الشيخ عبد الرحمان: أمره الشيخ الخديم والشيخ محمد المصطفى وشيوخًا آخرين: سنة 1914م، بإيجاد منزل في طوبى.. وبعد تنفيذ هذا الأمر الخديمي؛بدأ يؤسس بلادا أخرى للخدمة والتربية والتعليم، ومن هذه البلاد: دِندِ 1914 امْبِبْ 1930 مدينة بُوبَ 1932 قَايَان 1938 طوبى مِرِنَهْ 1948 نيل المرام 1952 عاليه 1950 طوبى سُرَنكَ 1961 طوبى بُوگُو 1962.

التحاقه إلى الرفيق الأعلى.

هكذا أفني الشيخ الفاضل حياته، في كل عشية وضحاها كان يقوم بالخدمة والتربية والعبادة والعمل، لم يكن يفضل الدعة والاستراحة على العبادة والخدمة، حتى آن آوان انتقاله إلى جوار ربه، لقد توفاه الموت يوم الثلاثاء السادس من أغسطس 1968، عن عمر يناهز 80 سنة، الحادي عشر من جماد الأولى سنة: 1388 هـ، تقبل الله له صالح الأعمال وبارك فيها بحرمة العبد الخديم رضوان الله عليهما.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici