خاطرة || نصيحة إلى الشباب .

في عالمنا اليوم يعاني شبابنا بمشكلة الاستعجال في شتى جوانب العيش، ولا يتمسكون على الطريق السديد للوصول إلى الغايات العظمى، ولا يتمتعون بالصبر والصرامة والجد في الطلب، لكن جلهم يميل إلى منفعات قريبة وغايات قصيرة، فترى الكثير منهم لا يركزون على مستقبلهم بأنفسهم ساعين لذلك طيبة بذلك نفسوهم، بل يعتمدون على مساعدات أوليائهم شاكين على قلتها وهم يبلغون الحلم
ناضجة أجسامهم مريضة عقولهم، لا يفكرون في شن مشاريع مستقبلية ليصبحوا بعد مرّ الأيام مستقلين على أفكارهم وقادرين على تحمل نفقاتهم اليومية متمكنين على أخذ مسؤولياتهم اتجاه مصاعب الحياة.

أبدأ بنفسي هذه النصيحة، كل واحد منا خلق على فطرة ربانية قوية يستطيع أن يصير بها من أكبر أولياء الله أو أن يصير من قادة المجتمع في مستقبل عمره، أو حتى أن يكون منهضا للحضارة رائدا من رواد الإنسانية، ودليل ذلك ماورد في كتابه جلّ شأنه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَنَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنْاهُ أَسْفَلَ السَّافِلِينَ)، سورة التين الآية: ٤ فالمتدبر لهذه الآية يدرك أن الخطاب اشتمل على توكيد في الخبر بحرفي (لقد) فاللام وقد تدلان على صحة الخبر ، ونوعه إنكاري، و نفهم من ذلك أن الخالق اختار الهيئة الأكملية في الفطرة، ولكن الإنسان هو الذي يسعى لبقاء هذه الفطرة ويقوم بتنميتها وتزويدها بطاقات إيجابية في سبيل التطور والسعي إلى الأمام والارتقاء إلى الملإ الأعلى.

وهذه الفطرة لا تقتصر على الأمور الربانية فقط، بل في الحياة الدنيوية، الإنسان هو الذي يختار لنفسه الصراط المستقيم والنهج القويم لترتيب حياته إلى درجات عليا.
ورب ناقد يقول في القدر ردا عليّ، وأنا أرده قبل نقده بقوله عز وجلّ: (إِنّا هَدَيْناهُ السبيل إِمَّا شَاكرًا وإِمَّا كفورًا) سورة الإنسان، الآية: ٣ فالسبيل معرف ب (ال) فذلك يدل على أن ّ المراد الطريق المستقيم التي يجب على الذي يريد النجاح أن يسلكها، والنجاح والفوز لا يقتصر على الآخرة.

وبناء على هذا، علينا أن نتشمر بأكمل الاجتهاد والجد في سبيل ترقية أنفسها نحو الأمام ونعزم على إمكانيتنا على إمساك أعلى المقامات ونتقلد بأرقى حلى الكرامات، ونلبس ثياب العز والسعادة.

فالمرء يجب أن يعرف أن الله متعه بكل ما يجعله يترقى به إلى السمو والفخامة، وعليه أن لا يرضى لنفسه البقاء على الضعف والذل والإهانة ويبذل ما بوسعه لتحقيق النجاح ويضع نصب عينه على الرفعة والعزة وأن لا يلتفت إلى صغائر الأمور، ويجعل نفسه كما يقول الشاعر:
إذا غامرت في طلب مروم * فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير * كطعم الموت في أمر عظيم
لكن مع إراك هذا المفهوم، ينبغي أخذ العدة وبذل الجهد واجتياز ا

بقلم /أحمد بمب جوب
طالب في جامعة القرآن العالمية طالب في جامعة شيخ أنت جوب بدكار
طالب في مجمع الشيخ أحمد الخديم بطوبى معلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الحكومة