مقال / الشيخ أحمد بمبا أيقونة القرون !

0
237

كانت حربا ضروسا بين الحق والباطل، بين النور والظلام، بين الإستعباد ونزع الحرية أو المحافظة عليها.
من ركام هذه الحرب التي لطالما دمرت الحجر والبشر والأخضر واليابس؛ بزغ نجم ساطع حاملا بيَساره لواء المقاومة والمناهضة، وبيمنيه راية السلام والوئام، مُنتهجا سياسة “اللاعنف” وسالكا سياسة “صفر دم🩸” لا يريق دمًا ويأخذ العوف ويأمر بالعُرف ويحذف كلمة الخوف في معجمه…

شيخ أحمد بمبا تمثال الحرية!
عاش 74 سنة تحت وطأة الظلم ولفقة المستعمر الذي يتربص به الدوائر لِما عرفه بأنَّ “الشيخ” شمعة تضيء ما حولها بالتربية والتعليم، وبحر يستنشق ما حوله رائحة الحرية والوطنية فاللتف الناس حوله يريدون وجهه ويقولون: انظرنا نقتبس من نورك… فلمّا أحسَّ المستعمر منه الخطر اتّهمه باستعداد الحرب ضده -وماذلك بذنب- وحكمه بأجْور محاكمة شهدها التاريخ الحديث بعدما تبيّن لهم أنه بريء ممّا اتهموه فحكموه بالنفي إلى “غابون” حيث يقضي فيها قرابة ثمانية أعوام، ثم النفي مرة أخرى إلى بلد “المليون ونصف مليون الشاعر”(موريتانيا) فأعياهم بشعره هجزه ورجزه، وأعجزهم عن الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، ثم طوى رداء أيامه الأخيرة تحت الإقامة الجبرية في كل من “تيين جلوف” و “جوربيل” حيث توفي رضي الله عنه.

شيخ أحمد بمبا “غاندي الأفريقي” !
يطلق كثير من المؤرخين والباحثين على شيخ أحمد بمبا لقب “غاندي الأفريقي” لمشابهة مقاومته مع المستعمر مقاومة الزعيم الهندي “مهاتما غاندي” الذي نهج سياسة العصيان المدني عن طريق مقاطعة البضائع الإنجليزية لمواجهة المستعمر الإنجليزي في بلاده وقتئذ،
وكذلك “الشيخ” حينما جاء وجد كثيرا من رجال هذه الأمة(السنغالية) يقاومون الإستعمار الفرنسي عن طريق الأسلحة البدائية وقد لقي الكثير منهم حتفهم في سبيل ذلك، ولما جاء “الشيخ” غيّر الوسيلة وبقيت الغاية واحدة..

شيخ أحمد بمبا #البنافريقي!
فليس يوجب سواد الجسم/سفاهة الفتى وسوء الفهم
فليس يوجب سواد الجسم/عدم فوز بعظيم القســـم

في هـٰذين البيتين عالج “الشيخ” مشكلة الشعور بالنقص بسبب اللون، وهاجم النظرة الدونية لبعضنا البعض، فسواد الجسم ليس عيبا ولا سببا من أسباب التخلف والرجعية ولا علامة من علامات السفاهة والغباوة والدناسة والدناءة.

شيخ أحمد بمبا مُربي الأجيال!
يا أيها الصِّبيان لا تشتغلوا/عن الهدى وبالعلوم اشتغلوا
فاشتغلوا بالحفظ والتلاوه/واجتنبوا مجالس الشقـــاوه
ولازموا من لا يزال عابــــدا/لربِّـــه إلى هــداه قائـــــــدا
فكل من بادروقت الصغر/إلى الهدى استراح وقت الكبر

في هذه القصيدة الرائعة المكتظة بالمنافع يخاطب الشيخ في مقدمتها الصبية ويعطيهم درسا في الحياة أو بالأحرى هو الحياة كلها، [العلم، العبادة، الهدى، استغلال الوقت] فلو لم يأت بغير هذه الوصية لاكتفت بها الأجيال القادمة.

شيخ أحمد بمبا العبد الشكور!
شكر الإلـٰه حان في ترابي/ بعد جميل الصبر في اغترابي.
أشكره وقاد لي الأبدالا/ كما كفاني الحرب والجدالا.
له الشكر مني بعد حمدي مخاطبا/لمن جوده لي قاد ما أخجل الهتلا.
في هذه الأبيات وغيرها من أبيات أخرى يشكر فيها الشيخ ربه ويذكر نعمَه عليه مُنفِذا القانون 11 في مادة 93 من التشريع الإسلامي {وأمّا بنعمة ربك فحدّث}

شيخ ماجور فال اللوروي الأزهري ✍️

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici