الجدل حول اللغة الولفية ؛ شبهات وردود .

0
1824

🖋️ جيلاني امبوج / حاصل على الماجستير في اللسانيات التطبيقية ، معهد اللغويات العربية جامعة الملك سعود ، الرياض.

هذه المقالة حررتها بعد متابعتي لنقاش حاد حول اللغة الولفية في إحدى المجموعات الولفية التي أنا عضو فيها والغرض منها كشف اللبس عن بعض الشبهات والاعتقادات السائدة جول اللغة الولفية.. ملاحظة(المقالة طويلة قليلا لكن أزعم أنها سوف تكشف عن كثير من الغموض)

الجدل حول اللغة الولفية, ، شبهات وردود

هناك شائعة انتشرت في السنغال انتشار النار في الهشيم ،وهي أن الولفية ليست لغة، إنما لهجة خليطة من اللغات المحلية في السنغال، وهذا اعتقاد سائد حتى بين أوساط النخبة المثقفة ،فقد شاهدت مقطعا للإعلامي صابر مشهور خلال أحداث مارس 2021 ،ففي بداية المقطع كان يعرّف بالسنغال وقال بأن اللغة الشعبية الأكثر تحدثا في السنغال هي اللغة البلارية ،ولا أعرف من أعطاه هذه المعلومة ولكن لا شك أنه مثقف باللغة العربية وقد ينطلق من هذا الاعتقاد السائد القائل بأن اللغة الولفية ليست لغة. أولا سأقف قليلا للتفرقة بين اللغة الهجين وبين اللغة الكريولية.
اللغة الهجين هي التي لا ناطقين أصليين لها، وغالبا تنشأ عند اجتماع ناس من خلفيات لغوية مختلفة للتجارة أو لأغراض أخرى ، ويحتاجون إلى لغة للتواصل فيما بينهم ، لذا يستخدمون اللغة المهيمنة هناك مع خلطها بشيء من لغاتهم الأصلية لتحقيق العملية الاتصالية.
لما جلب الأوروبيون العبيد الأفارقة إلى الأمريكتين قاموا بإجراءات احتياطية أمنية،وذاك بالتفرقة بين الناطقين الأصليين للغة واحدة خوفا من تدبير ثورات وتمرد عليهم،ما اضطر العبيد إلى استخدام اللغة الهجين، وهي لغة تستند على مفردات اللغة المهيمنة في المنطقة مع خليط من لغات غرب إفريقيا التي أتى منها معظم العبيد ،مثلا في المناطق التي كانت تحت السيطرة الفرنسية اللغة الهجين استندت على المفردات الفرنسية مثل دولة هايتي، وفي جاميكا استندت اللغة الهجين على الإنكليزية نظرا للسيطرة الإنكليزية، وفي المناطق التي كانت تحت سيطرة البرتغاليين كانت مفردات البرتغالية المكونة الأساسية للغات الهجينة هناك، وفي دول الخليج العربي اللغة الهجين تستند على العربية في مفرداتها الأساسية مع خليط من اللغات الآسيوية كالهندية والأردية وكذلك القليل من الإنكليزية ،وهي لغة العمال الأجانب في السعودية كما هو مشهور. وبما أن العبيد جلهم من غرب إفريقيا، فلغاتهم الهجينة بنيت في أغلبها على البنية النحوية للغات غرب إفريقيا وعلى مستوى ترتيب الكلمات في الجمل نلحظ تأثيرا واضحا للغاتهم الأم ، لكن اللغة المهيمنة التي تستند عليها اللغة الهجين تبقى اللغة المسيطرة في تلك المنطقة سواء الفرنسية أو الإنكليزية أو البرتغالية .
الجيل الأول هو الذي يُنشأ اللغة الهجين حيث لا يوجد ناطقون أصليون لها، وعندما يولد أطفال وتتلاحق الأجيال ستكون هذه اللغة الهجين لغتهم الأم، عندها تسمى اللغة الكريولية، لذا يقال حاليا الكريولية الهايتية، الكريولية الجامايكية. وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة مائة عام على نشأة هذه الظواهر اللغوية في الأمريكتين لم تحدث تغيرات كبيرة عليها ،فكل من يسمع الكريولية الهايتية يعرف مباشرة أنها لغة فرنسية محرفة، لأن المفردات الفرنسية هي المكونة الأساسية لهذه اللغة ،وكذلك الكريولية الجامايكية،كل من يسمعها يعرف مباشرة أنها إنكليزية محرفة مع خليط من لغات غرب إفريقيا ، لنأخذ بعض الأمثلة من الكريولية الهايتية ثم نقارنها باللغات التي استندت عليها في مفرداتها .
جمل من الكريولية الهايتية :
Mwen ale lekol chak jour
معنى الجملة: أنا أذهب كل يوم إلى المدرسة
الجملة الثانية :
Mwen jwo futbal
انا ألعب كرة القدم
الجملة الثالثة:
Mwen ak mouhamd se fré.
أنا ومحمد أخوان ،

كما لاحظت ،بمجرد سماعك هذه الجمل تعرف أنها فرنسية محرفة، mwen يعني moi ،فالهايتيون يضعونه مكان je, وكلمة ale تعني aller ،وكذلك بقية الجملة chak jour ، كما تلاحظ ak وتعني (و )، وهي مأخوذة من اللغة الولفية، الكريولية الهايتية فيها الكثير من لغات غرب إفريقيا، ونفس الشيء ينطبق على الكريولية الجامايكاية ستمسع إنكليزية محرّفة وشيئا من مفردات اللغات الإفريقية .
لنعد إلى موضوعنا، قلت هناك الكثير ممن يعتقد بأن الولفية من قبيل اللغات الكريولية ، وهذا الاعتقاد سائد لكنه لا يستند على أدلة علمية، لو افترضنا أن اللغة الولفية لغة كريولية فما هي اللغة المحلية التي تستند عليها الولفية في مفرداتها الأساسية؟ هل يستطيع أحد أن يقول إن اللغة الولفية محرفة من لغة كذا وكذا؟ فلو صح هذا القول فمن المفترض أن كل من يسمع الولفية لتنبه مباشرة على أنها محرفة من لغة كذا،،، الأمر الذي ليس موجودا أصلا، فلو كان اللغة الولفية منبثقة من أي لغة من اللغات المحلية لتفاهم أهل تلك اللغة مع الولفية بدون عناء، والأمر الواقع هو أن جميع المنتمين إلى اللغات المحلية الأخرى لا يفهمون الولفية إذا تربوا في قراهم الأصلية بعيدين عن مناطق سيطرة اللغة الولفية ، فلو جاء فلاني من قرى فوتا دون أن يختلط بالولوف سابقا مع اكتمال نضجه اللغوي في لغته الأم سيحتاج وقتا لاكتساب الولفية ويتعلمها حتى يتقنها ،وكذا الماندكي،والسيريري نفس الشيء ، فلو كانت الولفية لغة منبثقة من لغة محلية لكانت لهجة من تلك اللغة حيث لا يحتاج أهلها تعلم الولفية لأنها لهجة منبثقة من لغتهم، تماما كما يتفاهم الجولا في ساحل العاج،والسوسي في السنغال وغامبيا، والمالنكي في غينييا، وبمبرا في ماليا، كل هؤلاء حين يجتمعون يتفاهمون فيما بينهم مع أن كل واحد يتحدث بلهجته، ويسكنون في مناطق جغرافية مختلفة ومتباعدة ،فما بالك بلغة انبثقت من لهجة محلية وتعيش معها جنبا لجنب في نفس المنطقة الجغرافية دون أن يتفاهموا أصلا؟ !!!! ، والسبب في التفاهم بين اللهجات الماندية ان هذه اللهجات كلها تنتمي إلى اللغة الماندكية ،ونفس الشيء يقال على اللغة العربية، فالسعودي والمصري ،والسوري،والفلسطيني،واللبناني يتفاهمون فيما بينهم ،لأن لهجاتهم كلها من اللغة العربية، أما التشابه على مستوى المفردات بين اللغات المحلية فهو أمر طبيعي ،لأن اللغات كلها تتأثر وتؤثر وتستعير وتعير بحكم المجاورة والاحتكاك اللغوي ولأسباب دينية وجغرافية ، توجد في كل اللغات المحلية دون استثناء مفردات مستعارة من لغات أخرى ، مثل المفردات العربية في الولفية والفلانية و الماندكية ، ومفردات مشتركة بين اللغات المحلية، وهناك نقف لتوضيح إشكالية: عندما يرى أحدهم لفظين مشتابهين بين الولفية و بين لغة محلية أخرى، يقول: الولفية هي التي أخذتها من لغة كذا ؟ وهذا الادعاء غير صحيح ،أولا يجب أن نبحث عن الجذور اللغوية للغات المحلية وتصنيفها في عوائل اللغات، فاللغات التي تنتمي إلى عائلة لغوية واحدة قد تشترك في الكثير من المفردات ،وحينها لا يقال إن اللغة الفلانية أخذتها من اللغة الفلانية وسأضرب المثال ليتضح المقال ، اللغة الفرنسية واللغة الإيطالية واللغة الإسبانية والبرتغالية تشترك في الكثير من المفردات مع اختلاف في طريقة النطق لأن لكل لغة خصائصها الصوتية ، لنلق النظرة على هذه الجملة بعدة لغات تنتمي لعائلة لغوية واحدة :


اللغة الفرنسية:
Coup du monde
اللغة البرتغالية:
Copa do mundo
اللغة الإسبانية :
Copa del mundo
اللغة الكتلونية :
Copa del món
هل يقال إن اللغة الفرنسية هي التي اقترضت الكلمة من البرتغالية ،أو الإسبانية هي التي أخذت الكلمة من الكتلونية، لا أبدا ،لأن هذه اللغات كلها تعود إلى أصل واحد تفرعت منه واستقلت كل لغة ، فالمفردات المشتركة أتت من اللغة الأم التي ولدت هذه اللغات ، ونفس الشيء يقال عن العربية والعبرية والأمهرية، فهناك مفردات كثيرة مشتركة بينها مع اختلاف في النطق لأنها كلها تنتمي إلى اللغات السامية، إذن لا يصح أن يقول أحدنا البلارية أخذت اللفظ الفلاني من الولفية أو الولفية أخذت اللفظ الفلاني من الماندكية، ما يجب فعله هو البحث عن جذور هذه اللغات والعوائل اللغوية التي تنتمي إليها، وفعلا عندما بحثت عن تصنيفات هذه اللغات وجدت أن الولفية والبلارية والسوسية أو الماندكية واللغة السيريرية كلها تنمتي إلى عائلة لغات النيجر – كونغولية، فرع اللغات الأطلسية، وهذا يعني أن الاشتراك في المفردات له مبرر قوي وهو الاشتراك في الجذور، ثم تأتي المجاورة،فنحن نعيش في منطقة جغرافية واحدة منذ مدة طويلة، فاللغة الإنكليزية مثلا لا تشترك مع الفرنسية في الأصل ،فهي تنتمي إلى اللغات الجرمانية ،مع ذلك اقترضت كما كبيرا من المفردات الفرنسية وذلك بسبب المجازرة والاحتكاك اللغوي بينهم، ويمكن ملاحظة هذا حول الشعوب الإسلامية كالأتراك والفرس والأرد والكرد والولوف والبلار والمانديك كل هؤلاء تضج لغاتهم بالمفردات العربية والسبب هو العامل الديني والمجاورة والاحتكاك لمدة زمنية طويلة،فالاقتراض اللغوي لا يعني أن هذه اللغات لا تملك تلك المفردات المستعارة ،فالمفردة المستعارة قد تكون هي الأشهر والأكثر تداولا بين الألسن، ولا يعني أيضا أن هذه اللغات ليست لغات مستقلة ،فكل هذه اللغات محتفظة على مفرداتها الأساسية،. فرغم التشابه في بعض المفردات بين اللغات المحلية في السنغال ، فكل لغة ما زالت تحتفظ على مفرداتها الأساسية والتي لا تشبه اللغات الأخرى، وهذا يصح على الولفية والبلارية وبقية اللغات. وعلى المستوى الصوتي فهناك نقاط اختلاف ونقاط اتفاق بين هذه اللغات، فمثلا اللغة الولفية لديها صوت القاف العربية…
Dàq, fàq, luqati, béqi ,xonq, mboq,
بينما اللغة البلارية لا تمتلك هذا الصوت ،لذا الكثير منهم خاصة غير المتعلمين للعربية( ومتعلمو العربية يكتسبونها طبعا ) يبدلونها بالكاف وهو الصوت الأقرب للقاف وهو ما يسمى بالنقل السلبي،، فيقول أحدهم ،
Dàk, fàk, kottu saaku.
ونفس الشيء ينطبق على الولفية فهناك أصوات في اللغة البلارية لا توجد في اللغة الولفية وتمثل صعوبة لدى الولفيين عند اكتسابهم للغة البلارية من هذه الأصوات …
ɓ، ɗ، ƴ،
وهذه الأصوات ليست , d, b, y, والتي تشاركها الولفية اللغة البلارية، تلك الأصوات السابقة لها طريقة نطق لا توجد عند الولفيين ،وهي قد تمثل صعوبة لدى الولفي الذي يتعلم البلارية، أما بقية الأصوات فمشتركة بيننا، وإذا قارنا بين الولفية والسيريرية فهناك ظواهر صوتية في الولفية لا توجد في السيريرية،ومنها ظاهرة الشدة في الاصطلاح العربي، ففي الولفية ما يسمى الحرف المضعف أو المركب، مثل
Dolli, sedd, làmb, dàmp,
لاحظت أن الكثير من السيريريين خاصة غير المتعلمين منهم يعانون مع الشدة كثيرا،( وأرجو من الإخوة السيريريين توضيح هذه النقطة لي ) . وهناك أيضا نقاط اتفاق على المستوى الصوتي بين اللغتين، أما على المستوى التركيبي فنجد في اللغات الماندية تقديم المضاف إليه على المضاف، مثل
Mummet kitabu,
بينما اللغة الولفية تشبه العربية من هذه الناحية فيقولون
Lii Téere Muhmmet la
، هذه بعض أمثلة فقط على الاختلافات بين اللغات المحلية على المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي، فالبنية التركيبية للغة الولفية مختلفة عن كثير من اللغات المحلية،

بعض مميزات وخصائص اللغة الولفية.

اللغة الولفية كبقية اللغات لها مميزات وخصائص وظواهر لغوية تؤكد من كونها لغة مستقلة، ولا يعني هذا انعدام هذه الخصائص في اللغات الأخرى، لكنها حتما لا تتوفر في اللغة الهجين أو اللغات الكريولية لأن هذه اللغات لا تمتلك مفردات أساسية ولا بنية نحوية وتركيبية لأنها تعتمد على لغة معينة تستمد منها هذه الظواهر ، ومن خصائص اللغة الولفية،
تنوع آلات التعريف واستخداماتها
آلات التعريف في اللغة الولفية كثيرة جدا، وتختلف باختلاف اللفظ والآلات ثمانية و هي .
Bi , mi, ji, li, gi, si, wi, ki
Xar mi ,nag wi, gaal gi , nit ki, waay ji, suuf si, tànk bi, ngelaw li.
كما لاحظتم فلكل اسم من الأسماء السابقة آلة تعريف خاصة به، وهذا نظام معقد جدا يخلط فيه كثير من الناطقين الأصليين وغير الناطقين الأصليين، واستخدام آلات التعريف لا تقتصر على هذه الوظيفة فقط ،فلها وظائف أخرى في كثير من الأشكال اللغوية،فالحرف الأول من آلة التعريف الخاص بالاسم يتكرر ويستخدم في مواضع كثيرة نذكر منها على سبيل المثال للحصر ،
للإشارة القريبة والبعيدة والأبعد:
Gaal gii, gaal geee, gaal gële,
لطرح السؤال ؟
Gan gaal moo dem ?
Gan giléem moo am doom ?
للدلالة على المفرد أو الإفراد
Genn gaal rekk moo ñëw
للدلالة على التنكير
Ag gaal
Ag giléem,
تلاحظون أن الحرف من آلة التعريف ( g ) يتكرر دائما في جميع استخدامات الاسم المخصص له، ونفس الشيء ينطبق على بقية آلات التعريف فمثلا آلة التعريف si , يستخدم الحرف الأول منها
للدلالة على الإفراد
Sen soxna
للدلالة على التنكير
As soxna
للإشارة بكل أنواعها
Soxna sii, soxna see, soxna sële.
Xar mi … am xar, xar mii, xar mee, xar mële, menn xar.
وهكذا في بقية آلات التعريف، ومن الأخطاء التي يرتكبها الكثير من الناس الخلط بين هذه الآيات فيقول أحدهم
Ben soxna, ben gaal, ab nit, ab waay, ab xar,
والصحيح
Sen soxna,
لأن الحرف الأول من آلة التعريف s
Genn gaal
لأن الحرف الأول من آلة التعريف g ,يقال gaal gi
Ak nit.
لأن الحرف الأول من آلة التعريف k, يقال Nit ki
Ab xar
والصحيح
Am xar
لأن آلة التعريف مبتدأ بحرف m , فيقال xar mi
هذه بعض فقط من استخدامات آلات التعريف في اللغة الولفية وليست كلها ،فهي كما ترى معقدة جدا لذا يخلط فيها الكثير من متحدثي الولفية ،ناطقين أصليين وغيرهم،
٢ الصفات الخاصة بالألوان والأشياء وغيرها
كما توجد في اللغة العربية صفات خاصة للألوان لتأكيد اتصافها باللون، فيقال ،أحمر قانع، ابيض ناصع، ففي اللغة الولفية توجد هذه الخصيصية،
Xonq cuyy. Weex tàll, ñuul kukk.
كما توجد صفات أخرى للتأكيد في غير الألوان ،فيقال
Wer péng, xees pecc, forox toll, xeeñ gunn,
xasaw xunn,
أسماء أصوات وأولاد الحيوانات :


صوت الفرس ngexal
صوت الحمار : ngaax
صوت الاسد yëmb
صوت الخروف mbee
صوت البقرة mboo
صوت الطير :Sab
ولد الفرس mool
ولد القط woor
ولد الناقة mboccoor
ولد المعز tef
ولد البقرة sël
ولد الخروف mbote

حرف u للدلالة على القابلية، able

(acceptable , unacceptable)
في اللغة الفرنسية والإنكليزية يستخدم اللاحق able للدلالة على قابلية الشيء أو عدمها.
وفي العربية يقال هذا قابل للأكل، هذا قابل للبيع ويساوي able, ويبدو أن العربية لا تملك كلمة وظيفية محددة للدلالة على هذه المعنى ( على الأقل أنا لا أعرفها ) لهذا تقوم بصياغتها بلفظ … مقابل… أما اللغة الولفية فتمتلك حرف u للدلالة على القابلية فيقال
Lii dafa lekku, kii daf bëggu, del wax lu waxu.lii waxuwul.
هذه أمثلة للدلالة على كون اللغة الولفية لغة مستقلة تملك معجميا مفرداتيا ثريا جدا إلى جانب خصائص ومميزات لا تتوفر إلا في اللغات المستقلة،وخلال دراستي للغة الولفية كنت أطبق ما درسته من البلاغة العربية على اللغة الولفية فوجدتها غنية من هذه الناحية، ، وفي الختام لدي أسئلة أطرحها متمنيا أن أجد أجوبة شافية كافية بعيدا عن الكلام الإنشائي والشائعات التي انتشرت بدون أدلة علمية، وهي كالتالي ، هل يمكن أن تكون لغة مهجنة أو لغة كريولية بهذه الدقة وأن تمتلك كل هذه الخصائص التي تمتلكها جل اللغات المعتبرة؟
لماذا يصر بعضهم على القول بأن اللغة الولفية أخذت الكلمة الفلانية من لغة كذا وكذا بدون أدلة علمية ؟ ولماذا دائما الولفية هي التي تقترض المفردات من اللغات الأخرى وليس العكس ؟ علما بأن الولفيين في الغالب لا يتحدثون إلا باللغة الولفية وبقية القبائل تتحدث بالولفية إلى جانب لغاتهم الأم ،فالمعقول أن الذي يتحدث لغتك هي التي تأخذ منك مفردات،فقد ثبت لسانيا أن اللغة الثانية قد تؤثر على اللغة الأولى كما هو معروف تأثير الفرنسية على اللغات المحلية باعتبارها لغة ثانية، وحتى العربية أثرت في لغة الكثير من المستعربين ،؟ وإن كنت أؤمن شخصيا أن الاشتراك في بعض المفردات بين اللغات المحلية سببها الاشتراك في الجذور والانتماء لعوائل لغوية واحدة والتعايش منذ قديم الزمن في منطقة جغرافية واحدة كما أسلفت، لكن السؤال موجه إلى من يتهم الولفية بالأخذ من اللغات الأخرى. ؟
خلاص القول هو أن القول بأن الولفية لغة مهجنة أو لغة كريولية شائعة انتشرت وسادت وصدقها عوام الناس ,وأستغرب من بعض النخبة المثقفة – الذين يفترض أن لديهم وعي لغوي- تصديقهم لهذه الشائعات بل وصلهم بعض من اللسانيين في جامعة دكار بتنظيرها أكاديميا دون تقديم أدلة لغوية .وأغلب من يقول بها ليسوا متضلعين في اللغويات ، فلا يمكن إثبات اتهام هكذا إلا بعد البحث العميق في اللغات على جميع المستويات المستوى الصوتي،والتركيبي ( النحوي، والصرفي) ،والدلالي بما في كل هذه المستويات من ظواهر لغوية ، لتخرج بنتيجة معقولة،وغير هذا ليس إلا الاصطياد في الماء العكر .
وختاما أدعو الجميع إلى الاهتمام بلغاتنا المحلية ،فهي لغات غنية تملك كل المؤهلات لأن تكون في مصاف اللغات العالمية، فلا توجد لغة أفضل من لغة، فاللغات تتفوق بعضها على بعض – والتفوق ليس الأفضلية- بالخدمة المتواصلة لها من أهلها، فلم تكن اللغة الفرنسية والإنكليزية بشيء أمام العربية في العصور الوسطى فبسبب الاستعمار والحضارة والسياسة اللغوية الواضحة تفوقت هذه اللغات في الوقت الراهن ، فقد آن أوان التوجه إلى اللغات المحلية. فإهمال هذه اللغات سبب لنا الكثير من الاضطراب المنهجي، وتضييع الكثير من الوقت في طلب العلم.
أرجو أني قد وفقت في توضيح بعض الغموض والشبهات حول اللغة الولفية، شكرا على قراءتكم، وانتظر ردودكم بكل شغف، تحياتي ….

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici