حماه الله شيخنا صو
مدرب معتمد في التنمية البشرية والريادة وإدارة المؤسسات
مدير مؤسسة حـمـايـتــي للتدريب والاستشارات
مقدمة
يعتبر صيام شهر رمضان عمودا أساسيا للإسلام وأحد أركانه الخمسة، مما جعله ذا طابعي روحي وعبادي يركز عليه العلماء والمحاضرون لحث العباد على أدائه بأتم وجه احتسابا للثواب العظيم الموعود للصائمين
إلا أن الصوم بالإضافة إلى جانبه العبادي والروحي له جوانبه أخرى أثبتت دراسات علمية إفادتها للصائم وذلك على المستوى الاجتماعي، الصحي، النفسي والسلوكي، وسيدور بحثنا اليوم حول:
الآثار النفسية والجسدية للصوم.
تأثير الصوم على الصحة النفسية
يؤدي الصوم إلى حدوث التوازن في جسم الإنسان وبالتالي إلى تحسين الحالة النفسية من خلال التواصل الاجتماعي والمشاركة في أجواء رمضان.
تعرف ما علاقة الصيام والصحة النفسية؟
المشاركة في رمضان
يزداد في الشهر المبارك الشعور بالانتماء، وصلة الرحم، سواء كان ذلك بتناول الوجبات مع الأسرة أو بالتزاور مع الأهل، أو صلاة الفرائض والتراويح في جماعة، فضلاً عن الإحساس بمشاركة طقوس الشهر مع المجتمع الإسلامي كله، كما تعم مظاهر التراحم بين الناس ما يبعث على الطمأنينة والسلام النفسي، وهذا السلوك في ميدان الصحة النفسية يرقى بالصائم إلى قمة الشعور بالسعادة والرضا ويبعده عن الخوف والقلق
الطمأنينة والتقرب من الله
الصيام يعطى للإنسان إحساسنا بالطمأنينة ويقترب به من الله مما يحقق له الإحساس بالعدالة.
كما يقوى من تحمل الظروف الصعبة التي تواجهه في الدنيا مما يعطيه الراحة النفسية والهدوء والصبر على الابتلاء إضافة إلى ذلك فهو يساهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر.
وفي الصيام يخضع الجسد فيقوي الروح، ويستطيع الإنسان الصائم السيطرة بذلك على دوافع غرائزه السيئة ويرتقي في معارج الصفاء والطمأنينة مستأنساً بالروح النقية.
تنمية الشخصية
من فوائد الصيام أنه ينمي الشخصية ويزيد من النضوج وتحمل المسؤولية والهدوء النفسي والسكينة.
فهو يمنح الانسان فرصة لكي يفكر في ذاته وينمي قدرة الإنسان على التحكم في الذات، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى تحسين الحالة النفسية وتحمل المسؤولية.
فالصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في الذات، وتصبح الغرائز تحت سيطرة الإرادة وقوة الإيمان، فيشعر الصائم بالطمأنينة والراحة النفسية..
التخلص من المشاعر السلبية
يساهم الصوم في استعادة التوازن النفسي من خلال التقرب من الله الذي يمنح أملا في الثواب، ويساعد على التخلص من المشاعر السلبية الذي يشعر بها للمرضى النفسيين.
ففي رمضان يتجلى كبح جماح النفس، وتربيتها بترك العادات السيئة، كذلك يحاول كل منا الابتعاد عما يعكر صيامه من محرمات سلوكية مثل السباب والمشاحنات وقول الزور والعمل به…
وأكدت دراسات بشأن الصحة النفسية؛ أن الصوم يحد من بعض الاضطرابات النفسية وأهمها الاكتئاب والقلق والأرق، مما يؤدي إلى الراحة النفسية والهدوء النفسي والطمأنينة المرتبطة بالجانب الروحاني.
كما أن صيام شهر رمضان له تأثيرات جيدة على صحة النفسية للفرد كإحساس الجسد بالراحة التامة والسكينة الداخلية، لافتا إلى الضغط العصبي الذي يعانى منه في بداية ايام الصوم لانخفاض السكر في الجسم ولكنه يزول بعد مرور عدة ايام من صوم الشهر الكريم.
تأثير الصوم على الصحة الجسدية
يحتاج الجسم للطاقة دائمًا كي تتمكن أعضاء وأجهزة الجسم من العمل بشكل جيد، وعند تناول الطعام فإن عمليات ووظائف هذه الأجهزة تمشي تمامًا كما يُفترض، إليك النقاط الآتية التي تلخص تأثير الصوم على الجسم:
تأثير الصيام على الجهاز الهضمي
في حال الصيام يقل عمل ونشاط الجهاز الهضمي بشكل كبير وملحوظ، إذ ينخفض مستوى إفراز المواد الحامضة وتقل حركة المعدة والأمعاء كثيرًا بسبب قلة الطعام التي تدخل إلى المعدة وبالتالي يريح الصوم الجهاز الهضمي
ويؤدي إلى تقلص حجم المعدة بشكل تدريجي والحد من الشهية، ويمكن أن يكون له نتائج أفضل من أكثر أنواع الحميات الغذائية فعالية.
تأثير الصيام على القلب
يتأثر القلب وعمله بحالة الجسم، بمعنى آخر يعتمد نشاط القلب على ضغط الدم وحجمه في الجسم، وبما أن الدم مُكوّن من الماء بشكل أساسي فإن حجمه يقل أثناء الصيام مؤثرًا بذلك على عمل القلب.
- تخفيض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
- تخفيض سكر الدم.
- زيادة عدد كريات الدم الحمراء.
- زيادة عدد خلايا الدم البيضاء.
- زيادة عدد الصفائح الدموية
تنظيم الكوليسترول والتخلص من السموم
أثبتت دراسات أن الصيام يؤثر على مستوى الدهون ويؤدي إلى انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم. وهذا يسهم في الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأمراض.
ويفيد الصيام في استهلاك احتياطيات الدهون وينظف الجسم من السموم الضارة التي يمكن أن تتواجد في التراكمات الدهنية. وهكذا يبدأ الجسم بالتخلص من السموم بشكل طبيعي نتيجة التغير الذي يطرأ على عمل الجهاز الهضمي على مدار الشهر، ما يتيح للصائم فرصة مواصلة اتباع أسلوب حياة صحي بعد رمضان.
تعزيز جهاز المناعة
إن الصيام لساعات طويلة يجدد نشاط جهاز المناعة من خلال تحفيزه لإنتاج خلايا جديدة. فعندما يبدأ المرء بالصيام، يعمد الجسم مبدئياً إلى تدمير عدد من خلايا الدم البيضاء. ويبدأ بشكل طبيعي بتوفير الطاقة بعدة وسائل، ومنها التخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم. لكنه سرعان ما يعود لتحفيز إنتاج خلايا جديدة، مما يؤدي إلى تعزيز كفاءة الجهاز المناعي وتقويته.
ورقة من محاضرة ألقاها الأستاذ حماه الله شيخنا صو نهار اليوم في مجلس علماء أهل البيت ع بحي Point E بدكار. | |